الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دعاء الأب على عائلته إذا خالفوا ما فرضه عليهم في مختلف أمور الحياة

السؤال

ما الحكم الديني إذا كان الأب يفرض كل شيء في مختلف أمور الحياة على العائلة؟ مع العلم أن ما يفرضه غير مطابق للمنطق، أو الطبيعي، والتوصل لحل يعد من وجهة نظره عدم طاعة له، بمعنى أن ما يريده هو ما سينفذ، ويقوم بالدعاء على الأسرة، فهل على العائلة إثم؟ وما الحكم الديني في دعاء الأب على العائلة؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالغالب في الأب حرصه على ما فيه الخير والمصلحة لأفراد العائلة، وقل ما يأمر أو ينهى لمجرد التسلط، فهذا أمر ينبغي أن يكون من الناس على بال.

ولكن لو قدر أن تعنّت في ذلك؛ فالقاعدة الشرعية أن الطاعة إنما تجب في المعروف، كما روى البخاري ومسلم عن علي -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إنما الطاعة في المعروف.

ولذلك ذكر أهل العلم أنه لا يجب على الزوجة طاعة زوجها في كل ما يأمر به أو ينهى عنه، وكذلك الحال بالنسبة للأولاد مع أبيهم. ولمزيد من التفصيل، يمكن مطالعة الفتوى: 64287، والفتوى: 76303.

فلا إثم في مخالفته فيما لا تجب الطاعة فيه، ولكن ينبغي العمل على مداراة هذا الأب -قدر الإمكان-، والعمل على الحيلولة دون أن يكون هنالك مشاكل وتوتر في العائلة، مع الدعاء له بأن يصلح الله من حاله، وتسليط بعض ذوي الوجاهة الذين لقولهم وزن عنده؛ ليناصحوه.

ولا يجوز له الدعاء على أهله وولده؛ لما جاء من النهي عن ذلك في السنة، وإن دعا بغير وجه حق، فالمرجو أن لا يستجاب دعاؤه، وتراجع الفتوى 204463.

وينبغي في الوقت ذاته أن يكون الأولاد على حذر من أن يكونوا سببًا في استفزازه، ودعائه عليهم، فلا يبعد أن يستجاب دعاء الوالد على ولده، ولو كان بغير حق، وسبق لنا بيان ذلك في فتوانا: 70101.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني