الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طريق الوصول إلى اليقين

السؤال

في أحد البرامج المشهورة لفعل الخير، ذهب أحد العاملين في البرنامج إلى سيدة أرملة عندها ولد مريض، ولا تعمل، وكانت صائمة ولم تجد ما تتسحر به -لا خبزة واحدة، ولا رغيف عيش-، ولم يكن عندها شيء، فدعت الله عز وجل، وقالت: اللهم ربي الرزاق، أنت تسخر لنا من يأتي لنا ليساعدنا بقدرتك، وأنت أرحم الراحمين، وأنت تعلم بالحال.
فاستجاب الله عز وجل لها، وجاء أحدهم في اليوم التالي مباشرة، وجاء هذا الرجل الكريم ليقدم مساعدة كبيرة جدًّا لها، لعلها تغنيها طوال حياتها، فكيف يصل الإنسان المسلم إلى مرحلة اليقين، والثقة بالله عز وجل، والتوكل عليه لهذه الدرجة؟ وما الأعمال التي يفعلها المسلم، ويداوم عليها ليصل بأمر الله عز وجل لهذه الدرجة من اليقين، والثقة، والتوكل على الله عز وجل؟ جزاكم الله عز وجل خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا علم لنا بمدى مصداقية هذه القصة، لكن الله على كل شيء قدير، ومن دعاه مضطرًّا إليه مخلصًا صادقًا، فإنه يستجيب له بقدرته تبارك وتعالى، بل قد يستجيب تعالى دعاء الكافر إذا دعا الله مضطرًّا مخلصًا له الدعاء؛ فإن وجود الاضطرار، وإخلاص الدعاء لله، من أعظم أسباب الإجابة، ولو من كافر، أو فاجر. وانظر الفتوى: 54062.

وأما الأسباب المعينة على قبول الدعاء، وإجابته، والموانع التي تحول بين العبد وبين إجابته، فقد بينا جملة منها في الفتوى: 362866 .

وأما الوصول إلى اليقين؛ فطريقه إدامة التفكر في صفات الرب تعالى، والعلم الجازم بأنه على كل شيء قدير، وأنه لا يعجزه شيء في الأرض، ولا في السماء.

ومما يعين على ذلك صحبة أهل اليقين والصدق؛ فإن الطبع يسرق من طباعهم، ويقتبس من أنوارهم، ومجاهدة النفس لتحقيق ذلك؛ فإن الله تكفل لمن جاهد نفسه فيه بالإعانة، كما قال تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا {العنكبوت:69}.

والحرص على الإخلاص، وجمعية القلب عند الدعاء؛ فإن ذلك من أهم ما ينتج عن اليقين، ويجلب إجابة الدعاء، كما بينا، وانظر الفتوى: 306241.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني