الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ترديد الراقي الكلام الذي لا يفهم أو الكتابة على اليد والجبهة

السؤال

ذهبت مع والدي إلى أحد أقاربنا، فوجدت عندهم رجلين؛ أحدهما: كبير السن يرتدي ملابس عصرية، والآخر: شاب، ويظهر على طباعهما اللطافة والبشاشة، فقالت لي أمي: إنهما سيرقيانني، فجلست على الأريكة بجوار إخوتي، كما طلب منا، وقام الشيخ الكبير بكتابة كلمة: الله بالمسك على يدي الاثنتين، وعلى جبهتي، ثم طلب منا فرك الكلمة، وأن نجلس بوضعية مستقيمة، ونغلق أعيننا، ولا نفتح أعيننا أبدًا إلى حين الانتهاء، وقام بقراءة أشياء علينا لم أسمع منها إلا المعوّذتين، وبعدها قام برش الماء علينا، ووضع شيئًا على عيني، ثم أعلن انتهاءه، ولفت انتباهنا أن صوت هواء الحمام بدأ يرتفع عند شروعه في الرقية، وبعدها طلبني بعيدًا عن إخوتي، فأثنى عليَّ، وقال لي: إنه يوجد من حولي ملائكة؛ نظرًا لقراءتي لكتاب الله، وأوصاني بالمداومة على القرآن، والذِّكر، وقال أيضًا: إن رزقي ينزل من السماء مضاعفًا، وقال لي الرجل الشاب: إن هناك معلمة أنا قريبة منها، يجب عليَّ أن أُبعد نفسي عنها، كما أنهما قالا أيضًا: إن أخي الصغير يكثر من الغناء، والبلاهات في بيت الخلاء، وختما كلامهما لي بأنهما يدركان أني لا أصدّق هذه الأشياء، ولكنها حقيقة؛ حتى أن الحسد موجود في القرآن، والرسول قد حُسِد من قبل، وأن معلمتي المسبوق ذكرها قد قالت لي ذلك، وأنا لم أستطع الإجابة؛ نظرًا لجهلي التام بأمور السحر، والحسد، وكيفية الرقية، فقد كنت أكتفي بقراءة الفاتحة، والمعوذتين، وأرى أن الله سيحميني من تلك الشرور، وأن الانشغال بها، والقراءة عنها ضياع للوقت والحياة، ولكن الواقع فرض نفسه بما لم يكن في الحسبان، وقاما بإعطائنا ماء نشرب منه، ويضعه والداي على بدنهما قبل النوم، وأنا أعلم أن هذا مشروع، فما حقيقة ما فعله هذان الرجلان؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد سبق أن بينا ما يتعلق بالرقية الشرعية وشروطها، فنرجو مراجعة الفتوى: 4310.

فإن كان هذا الرجل يردد من الكلام ما لا يسمع، أو يسمع ولكنه لا يفهم، فنخشى أن يكون ممن يتعامل مع الجن، ويمارس السحر، ويخلط الحق بالباطل للخداع والتمويه.

وهنالك بعض التصرفات التي ذكرتِها عنه قد تؤشر إلى أنه قد يكون ممارسًا لشيء من الدجل والشعوذة؛ كالكتابة على اليد والجبهة، وكذلك كلامه عن بعض الغيبيات؛ كوجود الملائكة حولك، وما يتعلق برزقك، وأنه سينزل مضاعفًا.... إلى غير ذلك من أمور، تستوجب الحذر من هذين الرجلين.

ولمزيد الفائدة، يمكن مطالعة الفتوى: 64957، ففيها بيان بعض العلامات التي تميز الراقي الشرعي من غيره.

والأفضل أن ترقي نفسك بنفسك؛ فذلك أدعى للإخلاص، وأرجى للشفاء -بإذن الله-.

وعليك بكثرة الدعاء، والتضرع لرب الأرض والسماء، وكذلك ذكر الله عز وجل، ولا سيما المحافظة على أذكار الصباح والمساء، وتلاوة القرآن.

والأصل سلامة المعلمة المذكورة، والتي قد حذّرك منها؛ فلا يجوز إساءة الظن بها، واتّهامها بما يشين من غير برهان، فقد نهى الله سبحانه عن سوء الظن، فقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ {الحجرات:12}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني