الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطوات البدء بتعلم العلم الشرعي

السؤال

أنا شاب من المغرب، عمري 15 سنة، محب للعلم الشرعي حبا جما والحمد لله.
قررت أن أتمم دراستي كباقي أصدقائي إلى أن أحصل على شهادة الثانوية العامة، ثم أدفع ترشيحي إلى إحدى الجامعات الإسلامية بالمملكة العربية السعودية، رجاء من الله أن يقبل ترشيحي، وأن أحصل على منحة للدراسة هناك، فأتخصص في العلم الشرعي بالدراسة في كلية الشريعة.
وهدفي كبير جدا، ولي عزيمة قوية، ونية خالصة وحسن ظن كبير بالله -عز وجل- والحمد لله، هدفي أن أكون مثيلا للعلامتين ابن باز وابن عثيمين -رحمهما الله جميعا -وأكثر، لم لا؟!
أعلم أنه للوصول إلى هذه الدرجة، يجب العمل كعملهما، والاجتهاد كاجتهادهما، وما أدراك ما عملهما وما اجتهادهما!
وأنا -إن شاء الله- لا أغوص في بحيرة الأحلام، ولكن سأفعل كل ما في وسعي موازاة مع الدعاء، حتى أحقق هدفي بإذن الله.
سؤالي كالتالي: ما زالت لي ثلاث سنوات كاملة حتى أحصل على شهادة الثانوية العامة -إن شاء الله- فماذا علي استغلاله في هذه المدة إلى حين ترشيحي للجامعة؟ ما هي الكتب التي يجب علي الاعتناء بها بعد حفظ القرآن الكريم إن شاء الله؟ أي الفنون يجب علي ضبطها إلى ذلك الحين؟ ماذا علي فعله كي أدخل الجامعة بعلم ولو قليل لا بجهل؟
وما هي أفضل جامعة إسلامية بالمملكة أتمم فيها تخصص العلوم الشرعية؟ مثلا الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، أو جامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض... الخ.
وأخيرا ما هي نصيحتكم لي حتى أحقق هدفي -أن أصبح مثيلا للعلامتين ابن باز وابن عثيمين وأكثر- إن شاء الله؟ وإني والله سأتبع كل نصائحكم بالتدقيق، فلا تبخلوا علي بهذه النصائح الثمينة بارك الله فيكم، شجعوني.
آسف على الإطالة، والمرجو التفضل بالإجابة بسرعة، فأنا محتار بارك الله فيكم.
وجزاكم الله عني خير الجزاء.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنصيحتنا الأولى لك -أيها الابن الكريم- هي تقوى الله تعالى بفعل أوامره، واجتناب نواهيه، ثم الاجتهاد في مزيد الطاعات والتقرب إليه.

وإياك أن تطفئ شمعة الهمة العالية التي رزقك الله إياها بالذنوب والمعاصي، ولا تلطخ صفحاتك وأنت في مقتبل العمر بالسيئات.
وأما ما ينبغي أن تشتغل به في هذه السنوات الثلاث، فينبغي أن تجتهد أولا في حفظ القرآن الكريم.

فإن أتممت حفظه، فاجتهد في دراسة متن مختصر في كل من العقيدة والفقه، والتفسير والحديث، ثم إن تيسر بعد ذلك فادرس شيئا من علوم الآلة من اللغة العربية، وأصول الفقه ومصطلح الحديث؛ فإن هذه العلوم هي المفتاح الأول للتدرج في طلب العلم، مع الاجتهاد في دراستك النظامية في الثانوية حتى تتحصل على درجات عالية تؤهلك إلى الدخول للجامعة التي ترغب في الالتحاق بها.

وكل الجامعات الإسلامية التي ذكرتها فيها خير وبركة، والجامعة الإسلامية في المدينة النبوية أولى لشرف الإقامة فيها، فإن تيسر لك الدراسة فيها، فلا تعدل بها غيرها.

وراجع الفتاوى: 386809، 412687، 427315.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني