الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاشتراك في دورة تعليمية مختلطة عن طريق الإنترنت

السؤال

أعلن صديقي عن دورة في مجال البرمجة، من شروطها: أن أول خمسين شخصًا يملؤون الاستمارة على النت، عليهم مذاكرة بعض المقررات، وانتقاء عشرين شخصًا بعد اختبارهم فيها لحضور شرح الدورات أونلاين، عن طريق برنامج الزووم، ومدة الدورة 3 أشهر، والتكلفة100جنيه، وقمت بملء الاستمارة، والانضمام لمجموعة على الفيس أعدها القائمون على الدورة، لكنها مجموعة مختلطة.
وإذا اجتزت الاختبار -بإذن الله-، واشتركت في الدورة، فسيكون هناك اختلاط غالبًا عند الاجتماع على برنامج الزووم المخصص للشرح، كما أن البرنامج يتيح التواصل بين الموجودين بالصوت والفيديو والكتابة، ويمكن للشخص اختيار أن يظل الفيديو أو الصوت مغلقًا في أي وقت أثناء الاجتماع، كما يستطيع فتحه عندما يريد، لكني أظن أنه قد تتحدث بعض النساء للمتابعة والتفاعل أثناء الشرح، ومن الممكن أن تقوم إحداهنّ بفتح الفيديو والتكلم أمام الجميع (يمكن حينها تغيير صورة الشاشة بحيث لا تظهر لي صورة المرأة، لكن قد لا أسلم من بعض النظرات غير المقصودة)، كما أنه من الوارد أن يستخدم المحاضرون والدارسون أثناء الدورة برامج قاموا بتحميلها بطريقة لا يأذن أصحابها بها، فهل يجوز لي أن أشارك في هذه الدورة؟ وما الضوابط؟ أعلم أنه توجد طرق أخرى لتعلم البرمجة غير هذه، لكن اشتراكي في الدورة قد يريحني ويشجعني أكثر؛ لأن عددًا كبيرًا من المحاضرين والدارسين أصدقائي.
وهناك سؤال متعلق بالموضوع وهو: إذا تعلم أحد البرمجة أو أي مجال آخر على النت، أو في الجامعات والمدارس في وجود الاختلاط، أو استخدم برامج يمنع أصحابها تحميلها بغير مقابل مادي، أو مع ارتكابه مخالفات شرعية، فهل يجوز لهذا الشخص أن يعمل في هذا المجال الذي تعلمه، ويحصل على وظيفة فيه بعد ذلك، ويكون ماله حلالًا؟ وهل يجوز للآخرين أخذ العلم عن هذا الشخص؟ أرجو الإجابة عن السؤال في أقرب وقت ممكن -بارك الله فيكم، وفي جهودكم-.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا حرج عليك في الاشتراك في الدورة التعليمية المذكورة.

ولا يحرم عليك الاشتراك بسبب الاختلاط بين الرجال والنساء من خلال الإنترنت، ولا بسبب الشك في استعمال برامج بغير إذن أصحابها، لكن عليك المحافظة على الضوابط الشرعية، كغضّ البصر عن الأجنبيات، وترك مكالمتهنّ لغير حاجة.

ومن عمل عملًا مباحًا، وقام به على الوجه المطلوب؛ فراتبه حلال.

ولا يحرم الراتب بسبب اشتمال التعليم على مخالفات شرعية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني