الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زواج المرأة المسلمة من شاب نصراني يريد الدخول في الإسلام

السؤال

أنا مسلمة، وتعرفت إلى شخص نصراني في محيط عملي، وطلب مني أن أعطيه فرصة ليتعرف إليّ، ولأعلمه الدِّين، وأن عنده قبولًا للإسلام منذ فترة، وكان ذلك بعلم والدتي -والحمد لله-، فلم أكن أخفي ذلك عنها، ولكنه كلما حاول أن يشهر إسلامه حصل شيء يعطّل الحوار، وهذا شيء صعب فعلًا، وواثقة أنه يحصل.
وفي آخر المطاف علم والده بما ينوي فعله، وهو يعيش أسوأ أيام حياته، وهو حاليًّا مريض بالدرن، وتأكدنا أمس من وجود خلايا سرطانية على الكبد في حالة متأخرة، فماذا أفعل؟ وهل أنسحب؟ وهل هذه إشارات من ربنا أنه لا يوجد نصيب؟
قبل أن أوافق على الموضوع كنت أدعو ربنا أن يبعده إذا كان شرًّا، وفي كل مرة تحصل مشكلة بيني وبينه، كنت أدعو ربنا: يا رب، إذا كان شرًّا فأبعده، والمشاكل التي بيني وبينه تحلّ.
وأهلي يحبونه جدًّا، ويرون أنه إنسان محترم، لكن الظروف ضده، ووالدتي تدعو له، وتقول لي: تحمّلي، فهل هذا ابتلاء من ربنا لقوة صبرنا، وقوة إيمانه، أم لكي أبتعد عنه؟ مع العلم أنه مستمر في موضوع الإشهار.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فاعلمي أن من المنكر ما يسمى بالتعارف قبل الزواج، والذي يترتب عليه الجلوس بين الطرفين، والخلوة بينهما، وربما الخروج معا أحيانًا، ونحو ذلك مما لا يجوز بين الأجنبيين، قال الشيخ ابن عثيمين في فتاوى نور على الدرب: المخطوبة أجنبيةٌ من الخاطب، لا فرق بينها وبين من لم تكن خطيبة؛ حتى يعقد عليها.

وعلى هذا؛ فلا يجوز للخاطب أن يتحدث مع المخطوبة، أو أن يتصل بها، إلا بالقدر الذي أباحه الشرع ... ولا يحل.

يقول بعض الخاطبين: إنني أحدثها من أجل أن أفهم عن حالها، وأفهمها عن حالي.

فيقال: ما دمت قد أقدمت على الخطبة، فإنك لم تقدم إلا وقد عرفت الشيء الكثير من حالها، ولم تقبل هي إلا وقد عرفت الشيء الكثير عن حالك، فلا حاجة إلى المكالمة بالهاتف.

والغالب أن المكالمة بالهاتف للخطيبة، لا تخلو من شهوةٍ، أو تمتع شهوة، يعني شهوة جنسية، أو تمتع، يعني تلذذ بمخاطبتها، أو مكالمتها، وهي لا تحل له الآن حتى يتمتع بمخاطبتها، أو يتلذذ. اهـ.

وإذا كان هذا بين الخاطبين حقيقة، فكيف بمن لم يخطب أصلًا، بل وليس هنالك سبيل لخطبته؛ لكونه لا يزال على الكفر!؟ فالواجب التوبة إلى الله تعالى من ذلك، وقطع هذه العلاقة.

وإذا كان هذا الرجل راغبًا في الدخول في الإسلام، فهنالك كثير من السبل التي يمكن من خلالها أن يتعلّم الإسلام، فما الذي يجعله يحرص على أن يتعلمه منك؟ وإن كان صادق الرغبة في الدخول في الإسلام، فالواجب عليه المبادرة للدخول فيه، ولا يتأخر في ذلك لأي سبب كان.

وأما كون ما يحدث إشارة من الله أم لا؟ أو ابتلاء أم لا؟ فغيب، ولا يعلم الغيب إلا الله، وليس في البحث وراء ذلك كبير فائدة.

وفي نهاية المطاف؛ إن دخل في الإسلام، وصدق في ذلك، فيمكنك الزواج منه. وإلا فلا تتبعيه نفسك، بل سلي الله تعالى أن يرزقك الزوج الصالح الذي يتقي الله فيك، ويرزقك منه الذرية الطيبة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني