الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الربا ليس بالأمر الهين

السؤال

أنـا شاب في 30 وأشتغل بمصنع يسبب أمراض الربو شقيقي أصيب به ولا نملك المال الكافي لبداية مشروع ما دون عون من البنك وعندنا برنامج حكومي لتشغيل الشباب ولكن البنك والربا هو المشكلة من يتق اللــه يجعل له مخرجا ولكن لا زواج وأخشى الخطيئة فمــا العمل؟ وجزاكم الــله عنا خيرا

الإجابــة

الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد نطقت بكلمة حق فعلا، لأنها من كلام الحق سبحانه، حيث إن "من يتق الله يجعل له مخرجا، ويرزقه من حيث لا يحتسب" ولا شك أن من ثمار التقوى البحث عن الكسب الحلال، واتخاذ الطرق الشرعية لذلك وهي كثيرة والحمد لله، فما عليك إلا أن تتوكل على ربك حق التوكل وتسعى بصدق وجد، فإنك إذا فعلت ذلك فلن يخيب الله سعيك، كيف وهو القائل: فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ [الملك: 15]. وقد علمت أن المتقي يرزق من حيث لا يحتسب.

هذا، وننصحك بالبعد عن كل ما يمت إلى الربا بصلة، فصاحبه في حرب من الله، ومستحق للمحق واللعن، ففي الصحيحين واللفظ لمسلم عن عبيد الله قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا وموكله، قال: قلت: وكاتبه وشاهديه.

ومن هذا تتبين لك خطورة الربا، وأنه ليس بالأمر الهين، وما ذكرته من أعذار، لا يعد مسوغا شرعيا للقدوم على هذه الكبيرة، إلا إذا كنت بالفعل خشيت على نفسك الزنا ولم يتيسر لك إلا العمل في هذا البنك الربوي، فلا مانع من ذلك مؤقتا لتجاوز هذه المحنة، وعلى أن تجدّ في البحث عن عمل حلال في غيره، وانظر الفتوى رقم: 25124.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني