الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قد يبتلى العاصي بضنك المعيشة عقوبة له

السؤال

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد لقد كنت كثير الندخين وسماع الموسيقى فزادت بلوتي في ظهور أعراض الإرهاق النفسي، فمنَّ الله علي بالتوبة والتزمت فزادني الإرهاق العصبي هماً على هم حتى صرت أتعاطى الحبوب النفسية وكلما زدت التزما زادت حالتي النفسية تدهورا وإني لأحب الله ورسوله أفتوني وأفيدوني في أمري هذا وأرجو منكم الدعاء والسلام عليكم

الإجابــة

الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن العاصي قد يبتلى ببعض الأمراض لعله يتوب إلى الله تعالى، وقد يبتلى بضنك المعيشة عقوبة له، ويدل لذلك قوله تعالى: وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً [طـه: 124]. وقوله تعالى: وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ [السجدة:21].

وذكر ابن كثير في تفسير هذه الآية عن جماعة من السلف أن معنى العذاب الأدنى: مصائب الدنيا وأسقامها وآفاتها.

واعلم أن علاج ما يحصل من الابتلاءات بالتوبة الصادقة وصدق اللجأ إلى الله، والإكثار من الأعمال الصالحة، وصحبة أهل الإيمان والتقوى والحفاظ على تعهد المساجد وحضور الصلاة فيها ومجالس العلم، ثم إن المواد المنبهة قد يصاب تاركها عادة بشيء من القلق النفسي والتوتر العصبي، ولكن من صبر واستعان بالله، سينقطع ذلك عنه بإذن الله.

وننصحك بوضع برنامج يعمر وقتك ويشغل ذهنك، ولتكن فيه دراسة في القرآن ومحاولة لحفظه وتدبره، ودراسة في الحديث النبوي وقصص الأنبياء وسير السلف، ولا بأس بمراجعة الطبيب النفساني، وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 19229، 26816، 5249، 5531، 16790، 16383.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني