الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يأثم من لم يوقظ النائم للصلاة؟

السؤال

أرجوكم أن تجيبوني هل أأثم أم لا؟ وهل فعلي صحيح؟
أبي ينام قبل صلاة الفجر بفترة، ويبدأ هنا وجع القلب، حيث هو من النوع الذي لا يسمع نصيحتي بسهولة، وربما لو كررت النصيحة يردها، ويعاند جدا، فظللت جالسا بجانبه مدة ساعة إلا ربعا تقريبا أنتظر تقلبه، ولا يتقلب، بحيث عند تقلبه يكون نومه خفيفا، فأقول له أن يستيقظ ليصلي، حيث هو لم يتعود على إيقاظي له من أجل ذلك. وحصل مرات أنه كان يستيقظ، لكن عندما أوقظه لسبب آخر، وأنتهز الفرصة، وأقول له.
فلا أعرف هل ما أفعله خير، أم أنا مقصر، وعليَّ إثم، أم ماذا؟ حيث أصبحت أحمل هَمَّ هذه الساعة من أيِّ يوم يكون نائما فيه؛ حيث أحاول أن أسدد، وأقارب، لكن أخاف أن أكون مقصرا، وأنه يجب أن أوقظه مباشرة. مع علمي أنه سيتجاهل، أو سيعاند لو كررتها. وأحاول في ذات الوقت البحث عن طريقة لا تجعله يتضايق ويعاند، وصدقوني أحاول أن أبحث عن أكثر من طريق ليستيقظ، فأحيانا أحدث أصواتا ليضعف نومه، وأوقظه، وأحيانا أضع بجانبه منبها لم يضعه هو.
لكن لو أيقظته مباشرة، ربما يستيقظ في الأولى، مع أنه تجاهل في مرتين فعلت هذا، لكن سيتضايق، فأحاول أن لا أجعل له حجة، أو سببا لأن يرفض القيام.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالأمر يسير بحمد الله، فإن إيقاظ النائم للصلاة مختلف فيه بين أهل العلم إذا كان نام قبل دخول الوقت، فقيل بوجوبه، وهو قول الحنابلة، وقيل باستحبابه، وهو قول الجمهور، وانظر التفصيل في الفتوى: 130864.

والذي ينبغي لك هو أن تبين لأبيك أنك ستوقظه لصلاة الفجر، وأن تحاول إيقاظه إذا دخل وقت الصلاة، فإن استيقظ فالحمد لله، وإلا فقد فعلت ما ينبغي لك، وفزت بالأجر، وإن لم تحاول إيقاظه أصلا، فلا إثم عليك عند الجمهور.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني