الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصيحة لمن يريد نكاح فتاة فقدت عذريتها

السؤال

ارتبطت بفتاة من الإنترنت، وأحببتها، واتفقت معها أن أخطبها، وأتزوجها، واعترفت لي أنها أقامت علاقة محرمة مع خطيبها القديم عدة مرات، وفقدت عذريتها، ولم تتزوجه، ولكنها تابت.
ماذا أفعل؟ أفدني يا شيخ. هي فعلا تابت؟ وأثق فيها جدا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإننا ننبه أولًا إلى أن على المسلم أن يحسن الاختيار في أمر الزواج، فالحياة الزوجية مشوار طويل قد تكتنفه كثير من العوائق التي لا يمكن تجاوزها إلا بحسن الاختيار؛ فالزوجة الصالحة تعرف لزوجها حقه، وتحفظه في نفسها وماله، قال تعالى: فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ {النساء:34}.

نقل ابن كثير في تفسيره عن السدي أنه قال في تفسيرها: أي: تحفظ زوجها في غيبته في نفسها، وماله. اهـ.

وروى مسلم عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: الدنيا متاع، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة.

وسبق أن بينا كيفية اختيار الزوجة، فيمكن مطالعة الفتوى: 8757. وقد أوضحنا فيها أهمية الاستشارة، وسؤال الثقات ممن يعرفون حال المرأة، وتراجع فيها الفتوى: 19333، والفتوى: 123457.

فنصيحتنا لك أن تتريث في الأمر، ولا تنخدع بمجرد قولها إنها تابت، حتى تسأل عنها من هم على اطلاع على حالها، خاصة وأنك لم تتعرف عليها إلا من خلال الانترنت. فإن تبين أنها استقام أمرها، وصلح حالها؛ فتزوجها، وإلا فدعها، وابحث عن غيرها، فالنساء كثير.

ويجب عليك أن تقطع كل علاقة لك بها، فلا تجوز العلاقة العاطفية بين الرجل والمرأة الأجنبية؛ فإن ذلك ذريعة للفتنة والفساد، ولعل ما حدث لهذه المرأة مع ذلك الشاب خير دليل على ذلك، وانظر الفتوى: 4220، والفتوى: 30003.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني