الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وجود البلل على رأس الذكر بعد الوضوء

السؤال

عندما أتبوّل، وأغتسل بالماء، ثم أخرج، أرى بولًا في فتحه التبول، وليس في الخارج، فأغسله، ويعود، فهل يبطل الصلاة؟ وهل هو بول فعلًا؟ لقد أرهقتني هذه المشكلة.
وأنا عمري 16، وملتزم دينيًّا، وقد هداني الله بعد أن كنت ضالًّا -فالحمد لله-، وارتكبت الكثير من المعاصي -منها ممارسة اللواط أكثر من مرة، والكفر، والعادة السرية، وعقوق الوالدين، وغيرها-، وكل هذا بسبب صديق السوء، وقد حدث هذه كله من عمر 12 إلى 15، وأنا الآن -بحمد الله- أصلي، وأصوم، وملتزم، وتبت توبة نصوحًا، ولم أعد لتلك المعاصي والفواحش، فهل يغفر الله لي ويسترني بعد أفعالي القبيحة؟
أنا في بعض الأحيان يأتيني اكتئاب بسبب التفكير فيها، وتذكّر أني ارتكبت الكثير من المعاصي، وأفكّر أني سوف أدخل النار، مع العلم أن والديّ راضيان عني الآن، وأنا مطيع لهما، وأستغفر كثيرًا، وأصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، وأصلّي، وأصوم، فهل الله غفر لي؟ مع العلم أني رأيت أكثر من منام، وتفسيره غفران الذنوب جميعًا
وبعض الأحيان أمارس العادة القبيحة، فأندم بشكل غير طبيعي، وأحاول سريعًا أن أستغفر، وأتوب، وأرجع إلى الله، وبعض الأحيان أبكي بسبب هذه العادة، وأحاول تركها، ولكني لا أستطيع. وشكرًا لكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد يكون ما تراه على العضو هو بقية ماء الاستنجاء، وليس بولًا خارجًا من الموضع.

وما لم تتحقق وتتيقن يقينًا جازمًا أنه قد خرج منك شيء من البول؛ فالأصل عدم خروجه، فلا تلتفت إلى هذه الشكوك.

وإذا تيقنت خروج البول، فأعد الاستنجاء، وتوضأ للصلاة.

وأما توبتك؛ فاحمد الله عليها، واعلم أنها توبة مقبولة -إن شاء الله-، وأن ربك غفور رحيم، وأنه تعالى يغفر الذنوب جميعًا، وأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له.

وكلما أذنبت فتب، ثم إذا عدت فأذنبت، فتب، وهكذا؛ حتى يرزقك الله التوبة النصوح التي لا تعود للذنب بعدها.

واصحب أهل الخير والصلاح.

والزم الذكر والدعاء -وفقك الله لما فيه رضاه-.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني