الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يجب القضاء على من نامت بعد الظهر واستيقظت بعد المغرب ووجدت الدم؟

السؤال

صليت الظهر، ونمت، واستيقظت بعد المغرب، واكتشفت أن الدورة الشهرية قد نزلت قبل استيقاظي بكم دقيقة. فهل علي قضاء صلاة العصر والمغرب بعد الطهور؟ وكيفية القضاء؟ وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

أما بالنسبة لصلاة العصر: فإن تيقنت، أو غلب على ظنك أن الحيض نزل بعد خروج وقتها؛ فإنه يلزمك بعد الطهر قضاءها؛ لأنك كنت طاهرا طوال وقتها، وإنما فاتتك بسبب النوم، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: إِذَا رَقَدَ أَحَدُكُمْ عَنِ الصَّلَاةِ، أَوْ غَفَلَ عَنْهَا، فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا، فَإِنَّ اللهَ يَقُولُ: {أَقِمِ الصَّلَاةِ لِذِكْرِي}. متفق عليه، واللفظ لمسلم.

وإن لم تعلمي هل نزل الحيض بعد دخول المغرب، أو قبلها، واحتمل كلا الأمرين، فإن الحدث يضاف إلى أقرب وقت كما قال السيوطي في «الأشباه والنظائر» (ص59): الْأَصْلُ فِي كُلِّ حَادِثٍ تَقْدِيرُهُ ‌بِأَقْرَبِ ‌زَمَنٍ. اهـ

فيضاف وقت نزول الحيض إلى ما بعد دخول المغرب، ويلزمك قضاء صلاة العصر.

وقد سئل الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله تعالى- عن امرأة دخل وقت الصلاة، وذهبت لدورة المياه للاستنجاء، فرأت دم الحيض، فلا تدري هل نزل هذا الدم قبل الأذان، أم بعد الأذان، فماذا يجب عليها؟ فأجاب بقوله: الأصل أنه لم ينزل، وعلى هذا؛ فإذا طهرت تقضي الصلاة التي دخل وقتها, إلا إذا كانت من حين سمعت الأذان ذهبت بسرعة، ورأت الدم, فالغالب أنه يكون هذا قبل الوقت، وإذا كان قبل الوقت لم تجب عليها الصلاة. اهـ.

وأما المغرب؛ فقد اختلف الفقهاء في قضاء الصلاة لمن حاضت أثناء الوقت قبل أن تصلي، وذكرنا أقوالهم في الفتوى: 176091.

والأحوط والأبرأ للذمة أن تقضي المغرب أيضا بعد الطهر.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني