الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يريد التخلص من العدة السرية

السؤال

أنا شاب في العشرين من عمري متدين وأقوم بواجباتي الدينية حتى إني أعمل في برنامج للدعوة الإسلامية في بلدي، ولكن عندما أختلي لوحدي أقترف جريمة وأسيء لنفسي إذ عودت نفسي على العادة السرية بل وعلى مشاهدة اللقطات الغير شرعية من إفلام إباحية، وأريد أن أسأل أولاً: كيف الخلاص من هذه الحالة لأعود قلبي على الإيمان من جديد؟ وهل يكتب علي أني من أهل النفاق إذ أني أنهي عن المنكر في بلدي وآتيه في نفسي؟ وهل علي ترك عمل الدعوة إذ أني لا أملك نفسي عندما أكون لوحدي؟؟ وبارك الله فيكم وأرجو من الشيخ الذي يقرأ هذا السؤال أن يدعو لي دائما في صلاته عسى أن ينفعني بدعائه فأنا بحاجة له .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فأنت أيها الأخ الكريم على خير عظيم لما ذكرت من قيامك بالدعوة إلى الله عز وجل والالتزام بالدين، فلا تجعل الشيطان ينتصر عليك وينجح في صرفك عن ما أنت فيه من الخير.

أما ما تقوم به من العادة السرية والنظر المحرم، فهو وإن كان محرما فإن له علاجاً، وعلاجه صرف الذهن تماماً عنه والابتعاد عن كل ما من شأنه أن يهيجك أو يدعوك إليه مع التضرع بين يدي الله عز وجل أن يصرف عنك السوء والفحشاء، ولك في نبي الله يوسف عليه السلام أسوة فقد فر هارباً من مكان الفاحشة وقال: رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ [يوسف:33].

ولا شك أنك بالابتعاد عن المثيرات والدعاء ستوفق إن شاء الله تعالى في الانتصار على نفسك، أما قولك إنك من أهل النفاق فاعلم أن أهل النفاق ليست لهم قلوب حية تحس بالذنب بل هم يرون الذنوب كذباب وقع على أنوفهم فقالوا به هكذا وإذا خلو بأنفسهم فعلوا ما فعلوا وهم لا يرجون جنة ولا يخافون ناراً.

وأنت لست منهم ولله الحمد بل لك نفس ئؤنبك وتلومك ولو كنت منافقاً لما كتبت إلينا ، ولما سألت عن طريق الخلاص، فاستعن بالله واساله أن يصرف عنك هذه الأعمال القبيحة، ولا تترك ما أنت عليه من الخير، فتبوء بعد ذلك بمصيبتين فعل النهي وترك الأمر والخير، وفقنا الله وإياك إلى الهدى والصلاح وصرف عنك السوء والفحشاء.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني