الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

جزاكم الله خيرا. سؤالي حول من كان قلبه متعلقا بالله:
اغتررت بنفسي، فابتليت بالشهوة، وكنت قبل ذلك أكره هذه الأشياء، وأحب ما يحبه الله، وكنت في سعادة، ولكن لجهلي واغتراري بعفو ربي، وقعت في المعاصي، وما عاد قلبي متعلقا بالله، أصبحت متعلقا بفتاة، وصرنا نتكلم.
ولكن الآن -الحمد لله- انتهى كل شيء، لكن العجيب أني كلما أرى فتاة تشبهها أبكي، وأنا أعلم ما قاله ابن القيم في هذا الموضوع.
لكن ما السبب في أن قلبي فيه من التعلق بها، حتى أني إذا رأيت أية فتاة أشعر بأن قلبي سيتعلق بها أيضا؟ لذلك لا أخرج من البيت كثيرا. وهل سيستجيب الله دعوتي بمثل هذا القلب؟
وشكرا، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فعليك أن تجاهد نفسك، حتى تزيل منه التعلق بالصور، ويعينك على ذلك الفكرة في نقص تلك الصورة، وزوالها، وعيوبها، ومساوئها، وأنها لا تستحق أن تفكر فيها؛ فضلا عن أن تلهث خلفها.

وجاهد نفسك على تعليق قلبك بالله تعالى دون غيره بإدمان الفكرة في صفات كماله، ونعوت جلاله -تبارك وتعالى-، والإكثار من الفكرة في نعمه عليك، ومننه لديك؛ فإن المحبة تنبت على حافات المنن، وبقراءة القرآن الذي هو كلام الله الذي تعرف به إلى عباده بالتدبر والخشوع، وبصحبة الصالحين أهل الخشية والتعلق بالله تعالى، وبلزوم الذكر والدعاء، والابتهال إلى الله تعالى؛ فإن القلوب بين إصبعين من أصابعه، يقلبها كيف يشاء.

فإذا أخذت بتلك الأسباب، محسنا ظنك بالله تعالى، رجي لك العودة إلى ما كنت عليه، وزيادة، وأن يزول ذلك التعلق المذموم من قلبك.

وثق بالله، وتوكل عليه في استجابة دعائك، وإن كنت مقصرا مفرطا؛ فإنه تعالى رحيم لطيف بعباده.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني