الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تجديد التوبة ونسيان المعاصي السالفة

السؤال

ماذا أصنع للتخلص من الذكريات القديمة

الإجابــة

الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالذي يظهر أنك تقصد تذكرك لما فعلت من معاص في سالف الزمان بعد توبتك منها، أو تذكرك لأمور قد تعين على فعل المعصية، فإن كان الأمر كذلك، فنقول: إن المؤمن عليه أن يشغل نفسه بطاعة الله تعالى، وأن يكثر من ذكره وتلاوة كتابه، فلا يجعل للشيطان على نفسه سبيلا ليوقعها في المعصية، وليستعذ بالله تعالى من شره، كما قال سبحانه: وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (الأعراف:200)

ثم ليحرص على مصاحبة الصالحين، لأنهم يذكرونه بالله تعالى إذا نسي، ويعينونه إذا تذكر.

وننبه إلى أن المسلم إذا تاب من معصيته ثم تذكرها دون أن تلتذ نفسه بذلك، فإن ذلك لا يضره، قال الهيثمي في كتابه "الزواجر عن اقتراف الكبائر" في معرض كلامه عن تجديد التوبة عن المعصية كلما ذكرها صاحبها بعد التوبة، وهل يجب تجديدها: وقال إمام الحرمين: لا يجب ذلك لكنه يستحب، قال الأذرعي في توسطه: ويشبه أن يقال إن كان حين تذكره للذنب تنفر نفسه فما اختاره الإمام ظاهر، وإن كانت لا تنفر منه، وتلتذ بذكره، فذلك معصية جديدة تجب التوبة منها. انتهى.

وقد ذكر بعد ذلك الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه عن جابر بن سمرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان لا يقوم من مصلاه الذي يصلي فيه الصبح حتى تطلع الشمس، فإذا طلعت الشمس قام، وكانوا يتحدثون فيأخذون في أمر الجاهلية فيضحكون، ويبتسم صلى الله عليه وسلم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني