الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

هل بلاء المؤمن إما لرفع درجات، أو لتكفير سيئات، ولا يوجد شيء آخر؟
يعني إذا أصابته عقوبة على ذنب، فهي عقوبة تكفير سيئات؟ أم قد تكون عقوبة فقط؟ أو قد يكون بلاءً فقط، وليس تكفيرًا للسيئات، ولا رفعًا للدرجات؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فأما الدقة في تمييز البلاء الواقع على العبد: هل هو عقوبة لتكفير الخطايا، ومحو الذنوب والسيئات؟ أم أنه ابتلاء لتمحيص العبد، ورفع درجاته، وزيادة حسناته؟ أم قد تكون عقوبة فقط؟ فإن هذا ليس لابن آدم عليه سبيل؛ لأنه من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله.

فإن الله -سبحانه وتعالى- يبتلي عباده بالسراء، والضراء، وبالشدة، والرخاء، وقد يبتليهم بها لرفع درجاتهم، وإعلاء ذكرهم، ومضاعفة حسناتهم، كما يفعل بالأنبياء والرسل -عليهم الصلاة والسلام-، والصلحاء من عباد الله، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل.

وتارة يقع ذلك على العبد بسبب المعاصي والذنوب، فتكون العقوبة معجلة؛ كما قال سبحانه: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ [الشورى:30].

وكل ذلك لحكمة أرادها -سبحانه وتعالى- من محو السيئات، أو رفع الدرجات، أو تنقية الصف، وتمييز المؤمنين عن المنافقين، أو غير ذلك.

وعلى المؤمن أن يكون في حاليه بين الشكر والصبر، وكل ذلك له خير، كما قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-:عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن: إن أصابته سراء شكر، فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر، فكان خيرًا له. رواه مسلم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني