الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحكام زكاة حلي المرأة

السؤال

جزاكم الله خيرا على ما تقومون به في هذا الموقع المبارك. أود أن أسألكم بالنيابة عن أختي -حفظها الله-. أحسن الله إليكم.
تسأل عن شرح ميسر لأحكام الزكاة الواجبة، وخاصة بالنسبة للمرأة التي لا تعمل، ولكن قد يصلها مصروف شهري، بعضه تخزنه، وبعضه تصرفه. وكذلك التفصيل في أحكام زكاة الحلي، سواء الحلي التي تملكها المرأة، ولا تلبسها دوما؛ مثل الطقم الكامل للعرس، أو غيره، أو الحلي التي ترتديها بشكل مستمر. كيف يكون الزكاة على مثل هذا الحلي التي دائما تلبسه؟ هل تزكي به كل عام بعد أن يدور عليه الحول -إن كان هو في الأساس بلغ النصاب-؟
الكثير من النساء يرتدين الحلي من الذهب والفضة بشكل مستمر، وقد لا ينزعنه طيلة حياتهن، فكيف يجب أن تكون تصرفهن؟
مثلا: هل إذا كانت المرأة لديها سلسلة على عنقها، هل إذا دار عليه سنة كاملة، وتبلغ هذه السلسلة النصاب، تخلعها المرأة، وتزكي بها؟ وطريقة ذلك هل يكون بأن تعطي السلسلة لمن يأخذون الزكاة؟ أم كيف يتم إخراج مبلغ معين من حلي كسلسلة؟
وهل الزوج هو الذي يجب عليه أن يدفع زكاة حليها -إن كانت مهداة منه؟ أم المرأة تقوم به بنفسها؟
وإذا كانت المرأة تجهل هذه المسائل فهل عليها أن تعوض ما فاتها من زكاة حليها؟
جزاكم الله خيرا، ونفع بكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فجوابنا يتلخص فيما يلي:

أولا: لا تجب الزكاة في النقود إلا إذا بلغت نصابا، وهو ما يساوي 85 جراما من الذهب، أو 595 جراما من الفضة، فإذا تجمع لدى أختك من النقود ما يساوي هذا النصاب، وبقي عندها حولا هجريا كاملا، لم ينقص عنه، فإنها تخرج منه ربع العشر، أي 2.5%.

ثانيا: لا زكاة في حلي المرأة المعد للزينة عند جهور أهل العلم، سواء كانت تلبسه على الدوام، أو كانت تلبسه أحيانا في المناسبات، ويرى بعض الفقهاء أن فيه الزكاة، وقول الجمهور هو المفتى به عندنا؛ كما بيناه في الفتوى: 134797 ، وانظري أيضًا الفتوى: 127824 .

ثالثا: من أرادت أن تزكي حليها أخذا بالقول الآخر، أو احتياطا؛ فلها ذلك، وهي المطالبة بزكاته لا زوجها، ولو كان هو الذي أهداه لها، فإنها هي من تطالب بإخراج زكاته من الذهب نفسه، أو من مالها، وكيفية زكاته أن تعرف وزنه عند حولان الحول، فإن بلغ نصابا ــ أي 85 جراما ــ أو أكثر فإنها تخرج من الذهب نفسه ربع العشر، أي 2.5%، ولها أن تخرج زكاته نقودا، بدل أن تخرج من الذهب نفسه، فتنظر كم قيمة ما وجب عليها من الذهب وتخرجه.

رابعا: من المعلوم أن الذهب منه ما هو عيار 21، ومنه ما هو عيار 18، وعيار 16، وهذه العيارات لا تجب الزكاة فيها إلا إذا بلغ صافي الذهب منها 85 جراما، فمثلا من كان عندها 85 جراما من ذهب عيار 21 فإن هذا لا تجب الزكاة فيه لأن الصافي منه لا يبلغ 85 جراما، وكيفية معرفة الصافي منه بيناها في الفتوى: 202606، وأيضا الفتوى: 387886 .

خامسا : من وجبت عليه الزكاة في ماله، فيجب أن يخرجها فورا، ولا يجوز له تأخيرها لغير عذر، ومن أخرها فعليه أن يبادر بإخراجها عما مضى. وراجع الفتوى: 409123.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني