الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تصبح الصلاة سجية وعادة بالممارسة

السؤال

هناك معلومة يقال إنها من علم النفس تقول: لو ظللت 21 يوما تفعل شيئا معينا؛ سيصبح من عاداتك. فأسقطها البعض على الصلاة بقوله: فلو ظللت ملتزما بالصلاة 21 يوما؛ ستظل تصلي دائما.
فالسؤال: هل يصح إسقاط هذا القول على الصلاة، ونصح الناس به، وحثهم على فعله والاعتقاد والإيمان به، تشجيعاً على الصلاة؟ أم إن تخصيص عدد معين من الأيام غير صحيح؟
أفيدونا. جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا ريب في كون العادات تكتسب بدوام الممارسة، ولكن الذي يراد من المسلم أن يؤدي الصلاة لا على جهة كونها عادة، بل على جهة كونها عبادة فيها لذة الروح، وحياة القلب وطمأنينة النفس. ولا ريب في أن الهدى هدى الله، وأنه من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.

ومن ثم فإننا نجد من كان يصلي سنين، ثم ينقطع عن الصلاة؛ لأن الله -تعالى- خذله ووكله إلى نفسه، فليس لازما أن كل من صلى تلك المدة صار محافظا على الصلاة أبدا. لكن من علم فضل الصلاة وعظيم منزلتها في الإسلام، واستحضر خطر تركها وأنه من أكبر الكبائر وأعظم الموبقات، وتفكر في أسماء الرب وصفاته، وعلم أنه تعالى شديد العقاب؛ فخاف غضبه وانتقامه -سبحانه- وتفكر في الآخرة وأهوالها، كل هذه المعاني إذا حضرت في القلب حضورا حقيقيا، فإن الشخص لن يترك الصلاة، بل سيحافظ عليها جهده، عالما أنه لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة، كما قال عمر -رضي الله عنه- ولا حرج في أن يقال لمن يترك الصلاة: احمل نفسك على فعلها حملا حتى تصير الصلاة مألوفة لك، فتؤديها طواعية لا كرها، فإن لذة الطاعة وحلاوة العبادة لا تنال إلا بعد مجاهدة النفس، كما أوضحنا ذلك في الفتوى: 139680.

ولا يتقيد ذلك بأسبوع أو شهر أو غير ذلك من المدة، بل متى صدق العبد في مجاهدته لنفسه؛ فإن عناية الله ستدركه، ويعينه ربه حتى يخف عليه من العبادة ما كان ثقيلا، وعليه أن يستعين على ذلك بطرح الشواغل، ولزوم الدعاء وصحبة أهل الخير والصلاح.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني