الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصائح للتائب الذي يشعر بقسوة القلب

السؤال

ماذا يفعل من كان في زهد وحلاوة وإيمان، لكن حياته انقلبت فجأة بسبب فعله الفواحش، وتعلق قلبه بفتاة -بل أصبح كلما رأى فتاة شعر أنه سيتعلق بها-، مع إصرارٍ على الفاحشة، لكنه يقول: الله غفور، ولا يعلم كيف حدث هذا، فقد كان يكره هذه الأشياء قبل ذلك؟
والآن ابتعدت عن كل شيء -بفضل الله وكرمه-، ورزقني توبة نصوحًا، وابتعدت عن كل ما يغضبه، لكن قلبي قاسٍ بلا رحمة، وأبكي على نفسي ليل نهار، وأرجو من الله أن يردني إلى ما كنت عليه من الإيمان، لكني أعلم أن الله يهدي من يشاء، ويضل من يشاء، فتأتيني أفكار أنني ممن ودّ الله إضلالهم؛ بسبب إصرارهم وعلمهم؛ لأنه لا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون، وفوق كل هذا عندي علم عن الزهد والحياة، وأنها ممر، ولا يجب أن تكون في القلب، وهذا كان قبل أن أقع في الحرام.
أما بعد أن أصبح أملي طويل، وهمّتي ضعيفة، وأخاف أن أيأس، أو أشرك، أو أعود للباطل، فلا أريد أن أكون مع غير الله، وأحاول أن أصلح.
باطني يوسوس لي بالحرام، وينجذب إليه، ولكني أجرّه جرًّا بحول الله وقوته، وأعلم أن هذا فضل من الله، وأنا أبرّ أمي ووالدي قدر ما استطعت، وأريد الجنة، فبماذا تنصحونني؟ وما الحل؟ وهل الله راض عن مثل هذا الشخص؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فما دمت قد تبت من هذه الفواحش، فاحمد الله على ذلك، وهذا من فضل الله عليك، وليس قلبك -والحمد لله- قاسيًا، ما دمت تبكي على نفسك.

وعليك أن تندم على تلك الذنوب ندمًا أكيدًا، وأن تجتهد في دعاء الله تعالى، وسؤاله الهداية والتوفيق؛ فإن القلوب بين إصبعين من أصابعه، يقلبها كيف يشاء.

وأحسن ظنك بالله تعالى، وثق بأنه سيرضى عنك، ويقبلك في من يقبلهم، ما دامت توبتك توبة صادقة نصوحًا.

وعليك أن تأخذ بأسباب الاستقامة من البعد عن طرق الحرام وأسبابه، ومن مصاحبة أهل الخير، ولزوم الفكرة في الجنة والنار، ومجاهدة نفسك بإخلاص وصدق، والاجتهاد في دعاء الله تعالى، والانطراح بين يديه سبحانه بذلٍّ ومسكنة؛ رجاء أن يثبتك على دينه حتى تلقاه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني