الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يغلق الله أبواب الهداية في وجه من قصده بإخلاص وصدق

السؤال

كان لديَّ شبهات إلحادية، وهذه الشبهات كثرت في عقلي، وأثرت في علاقتي مع الله، لكن -الحمد لله- تخلصت من هذه الشبهات، وتقربت إلى الله.
أنا أصلي، لكن أُقطِّع أحيانا بسبب سؤال يراودني بأنني التي سَعيتُ لطريق الله، لكن الله لم يهدني، حتى عندما أدعو الله أسمع صوتا في خاطري بأن الله لم يسمعني، ولن يستجيب دعائي.
أعرف الإجابة بأنها ممكن أن تكون وسواس شيطان، أو من نفسي، لكنها لم تقنعني؛ لأنني أشعر حقًّا أن اللّه لا يحبني، أنا أحب الله، وأحب طريقه، وجاهدت نفسي عندما كانت لديَّ شبهات إلحادية، وحتى الآن أجاهد نفسي في سبيل الله، وحقًّا لا أريد شيئا سوى رضاه، لكن دائما أشعر أن الله لا يريد أن يهديني لطريقه، ولا يسمعني، ولا يستجيب دعائي.
وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالله تعالى كريم، وهو سبحانه بر رحيم، وقد وعد من جاهد نفسه فيه بالهداية فقال: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ {العنكبوت:69}.

وهو سبحانه أصدق القائلين، فجاهدي نفسك فيه بصدق، وخذي بأسباب الاستقامة، والتي من أهمها حسن الظن به تعالى، وأخرجي تلك الأفكار التي يوهمك بها الشيطان من كونه تعالى لا يسمعك، وغير ذلك. أخرجي كل هذا من رأسك، وأقبلي على ربك بإخلاص وصدق، الجئي إليه، وتضرعي له، والْتَذِّي بمناجاته -سبحانه-، وسليه من فضله العظيم.

وعليك بصحبة الصالحات، ولزوم الذكر، والدعاء، والفكرة في أسماء الرب، وصفاته، وعظمته، وسعة ملكه، وكرمه، ورحمته -سبحانه-، ودعي عنك الوساوس، ولا تعيريها اهتماما.

حافظي على الفرائض، ولا تضيعي شيئا منها، وأكثري من النوافل، واعلمي أن من تقرب إلى الله شبرا؛ تقرب الله إليه ذراعا، وأنه سبحانه لا يرد سائلا، ولا يخيب آملا، ولا يغلق بابه في وجه من قصده بإخلاص وصدق -سبحانه وبحمده-.

نسأل الله لك الهداية والتثبيت.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني