الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الترغيب في الثبات على الهداية والاستقامة

السؤال

أنا شاب مسلم، كنت ملتزما منذ وعيت وعقلت وجوب الصلاة، والصيام، وطلب العلم الشرعي والدنيوي، حتى وفقني الله -عز وجل- والتحقت بكلية ما، وهناك بدأ انحراف حياتي شيئا فشيئا؛ من ترك للصلاة، واستئناس بمجالسة الفتيات، والحديث إليهن، واستمر هذا سنين كثيرة، حتى منَّ الله علي بمحبة زميلة لي، وذهبت وخطبتها من أهلها، ولله -صدقا- وبفضله -عز وجل- أن هيأها في قلبي وطريقي عدت -لأجلها بين عيني- شيئا فشيئا إلى طريق الحق، وإن كنت ما زلت على بعض انحرافات.
فإنني لم أعد أحادث أية فتاة، وانقطعت عن التدخين، ولم أترك فرضا منذ ما يزيد عن شهرين بأسبوع، -والحمد لله- عدت أراجع، وأستذكر ما نسيت من كتاب الله، وأدرس في برامج فقه، وإجازة تجويد، وغيرها مما يحسن في قلبي، ويذكرني بما خلا.
لي طلبان أرجو الرد عليهما:-
الأول: أخاف من أن أبتعد ثانية عن الجادة والطريق، فأرجو أن تدعموني بما يرقق القلب، ويرهبه، ويثبته على طريق الله، وصراطه، أرجوها دسمة إلى حد يبقي أثرها على القلب حتى الوفاة. أنا أعرف الكثير، ولكن من باب (فذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين).
الثاني: خطيبتي مقصرة هي الأخرى في أمر الصلاة، ولكنها لم تصل إلى ما كنت عليه، فهي تصلي، ولكنها قد تنسى صلاة أو تؤخرها كثيرا، وأود أن أنصحها نصيحة قوية، تؤثر فيها حتى لا تستهين بأمرها، كما فعلت مسبقا، وندمت على ذلك.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله لك الثبات والمعونة، ثم اعلم أن من أهم ما يثبتك على طريق الاستقامة: الاجتهاد في طلب العلم، والعمل بما تتعلمه، وأيضا عليك بصحبة الصالحين، ولزوم مجالس الذكر، وأكثر من الدعاء والابتهال إلى الله بأن يثبتك على الحق حتى تلقاه، فإن القلوب بين إصبعين من أصابعه، يقلبها كيف يشاء.

ونوصيك بقراءة كتب الرقائق والمواعظ، ومن أمثلها كتاب مختصر منهاج القاصدين لابن قدامة، وكتب الإمامين الجليلين ابن القيم وابن رجب -رحمهما الله-.

وأما خطيبتك؛ فعليها أن تحافظ على الصلاة، وتعلم أن تركها وإضاعتها من أكبر الذنوب، وأخطر الموبقات، كما بيناه في الفتوى: 130853.

فلتحذر أن تتلبس بهذا الذنب خشية أن ينالها العقاب من الله تعالى، وعليها أن تفعل ما أوصيناك به من لزوم الدعاء، وصحبة الصالحات، وكثرة الذكر وطلب العلم.

وننبهك بأن المرأة المخطوبة التي لم يعقد عليها ما زالت أجنبية عن خاطبها، فلا يحل له الكلام معها بدون حاجة ونحو ذلك مما يمنع بين الأجنبيين. وراجع الفتوى: 329266.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني