الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إرشادات لمن يخونها زوجها ويجبرها على اقتراف الحرام

السؤال

سيدي الفاضل آمل أن أكون قد اخترت الأشخاص المناسبين لمساعدتي وانتشالي أنا وأسرتي الصغيرة من المعاناة التي أعيشها، إذا لم تتمكنوا من مساعدتي فكلي ثقة أنكم سوف ترشدوني إلى من أتوجه ولكم جزيل الشكر .
أنا أعمل مدرسة وأم لسبعة أطفال، متدنية وملتزمة بصلواتي، وهبني الله جمال الشكل، ناجحة في حياتي العملية وحياتي الأسرية مع أولادي ولكن مع زوجي لا وهذا من فترة ليست قريبة ، حيث إن زوجي يعمل طبيبا في أحد المستشفيات الحكومية وقد اكتشفت خيانات زوجي المتكررة لي، فهو يزني مع الممرضات وأحيانا مع مريضات وقد تأكدت من هذا الأمر من خلال سماعي لبعض المكالمات الهاتفية ومراقبته ومن خلال ظروف أخرى كثيرة لا يوجد مجال لحصرها أو ذكرها في هذه الرسالة وأنا واجهته بأمر خيانته
فقال إن خيانته لي من زمان وإني لم أكتشف شيئا جديدا وأنه أمر شخصي يتعلق به وليس بأي شخص آخر، وأن إثم الخيانة هو يتحمله ، وطالما أنه لا يقصر في طلباتي ويكفيني حاجاتي من الناحية الجنسية، فلا حاجة لافتعال المشاكل
هدا الأمر الأول
أما الثاني فهو يقوم بإجباري على حضور الأفلام الإباحية رغم أني أعرف أنها حرام وإذا لم أفعل فإنه ينكد علي وعلى أولادي ويجعل حياتي جحيما ، ليس هذا فقط، بل يجبرني ويقهرني ويقوم بمضاجعتي من الخلف حتى لو رفضت فإنه يقوم بهذا بشكل اغتصاب مهما صرخت أو حاولت التهرب ، ويقول لي إن النهي في هذا الموضوع للرجال حيث قال الرسول لا تأتوا نسائكم من دبر فهو وجه الحديث للرجال ، فأنا الملعون هنا والإثم لي وليس لك ، ولكنه لم يأمر المرأة بالامتناع ولا يأمرها أن تخرب بيتها ، وهو يقوم بحضور الأفلام الإباحية مع مجموعة من أصحابه ويقتنيها ولا يوفر وقتا لحضورها على التلفاز أو الإنترنت وبكل الوسائل الممكنة.
أما الأمر الثالث
فهو غير ملتزم في صلاته ، ولا يصليها كلها ، بل إنه في أغلب الأحيان يصلي صلاة الجمعة في المنزل
أنا لم ألجأ لأي شخص لأن الموضوع حساس ، وأنا أخاف أن ينتهي الأمر إلى الطلاق والفضائح ، وهذا لا يتناسب مع خوفي على بناتي خصوصا وأولادي ومن ثم أنا أخاف أن أسبب له أي مشاكل لأني أشعر أحيانا بأني أحبه ولكن كثير من الأحيان أشعر بأني لا أطيقه وأتقي شره.
مادا أفعل ؟ أنا في حيرة من أمري.
هل أتركه وأعرض أولادي السبعة للضياع ؟
إذا تطلقت سأمنع من الخروج من البيت ولن أتمكن من الحصول على حضانة أطفالي
ومن الممكن أن يتزوج أخرى تقبل بالأمور كما يريدها بالمقلوب وتكون هي سيئة
أنا صابرة وأتحمل وواثقة أن الله معي ولكن هل صبري وتحملي ، وقبولي لأخطائه هو بحد ذاته حرام وإثم ؟
أنا أتعذب لا يقويني على ما أنا فيه سوى ثقتي بأن الله معي وأنه ابتلاء
ولكن الأمر زاد عن طاقة احتمالي
ماذا أفعل ؟
افتوني افادكم الله

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله تعالى أن ييسر أمرك، وأن يفرج كربك، وأن يصلح زوجك، وبخصوص هذا الزوج، فالذي نرشدك إليه هو أن تبذلي له النصح، وأن تستعملي في ذلك أحسن الأساليب، من الرفق واللين والحكمة والموعظة الحسنة، وأن تظهري له غاية الاهتمام به، وحبك له مع حسن العشرة والتزين له لعلك تفلحين بذلك في صرفه عن تعلقه بأولئك النسوة، ولعل الله تعالى أن يجعلك سببا في هدايته، فإن أصر بعد هذا كله، فهدديه بأنك ستخبري أهلك بحاله، أو برفع الأمر إلى المحكمة الشرعية، فلعله يزدجر ويكف عن هذه المنكرات، فإن لم يرتدع، فلك أن تطلبي منه الطلاق، ولو عن طريق القاضي الشرعي إن رفض هو تطليقك، إذ لا خير في بقائك في عصمته وهو على هذا الحال، واعلمي أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه.

قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ (الطلاق: 2-3).

وأما العيال، فالله عز وجل كفيل بهم، قال سبحانه: وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (النساء:9).

وننبه في ختام هذا الجواب إلى بعض الأمور:

الأول: أن إتيان المرأة في دبرها محرم، وصاحبه ملعون، ولا يجوز للمسلمة أن تعين زوجها على معصية الله، وإلا كانت آثمة.

قال تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ (المائدة: 2).

وعلى هذا، فلا تطيعيه في هذا، ولا تلتفتي إلى مغالطاته، وراجعي الفتوى رقم: 34015.

الثاني: أنه لا يجوز لك طاعته في مشاهدة الأفلام الإباحية، لأن النظر إليها محرم، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا طاعة لمخلوق في معصية، إنما الطاعة في المعروف. رواه البخاري ومسلم.

وراجعي الفتوى رقم: 3605 لمزيد من الفائدة.

الثالث: أنك إذا قمت ببذل النصح له ولم تطيعيه في معصية الله، فإن ذمتك تكون بريئة من الإثم بإذن الله تعالى.

وراجعي لمزيد من الفائدة هذه الفتوى: 26233 .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني