الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التوبة من بعض الذنوب دون بعض

السؤال

ما حكم من تاب توبة عامة، ولكنه استثنى منها بعض الذنوب مثل: شخص ارتكب أمرا كفريًّا، ولكنه نسيه، وتاب توبة عامة من جميع الذنوب، ولكنه استثنى منها مثلا: الموسيقى. فهل تقبل توبته من الردة، ومن الذنوب التي تاب منها؟ أم أن التوبة العامة كلها تبطل؛ لأنه استثنى منها بعض الذنوب؟
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن التوبة تصح من بعض الذنوب دون بعض عند أهل السنة خلافا للمعتزلة.

قال ابن رجب كما في مجموع رسائله: ولهذا كان القولُ الصحيحُ الذي عليه السلفُ، وأئمةُ السنةِ أنه يصحُّ التوبةُ من بعضِ الذنوبِ دون بعضٍ، خلافًا لبعضِ المعتزلةِ. اهـ.

ومن تاب توبة عامة إلا ذنبا معينا لم يتب منه، فإن توبته تصح في الذنوب كلها عدا التي لم يتب منها.

قال ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى: فمن تاب توبة عامة كانت هذه التوبة مقتضية لغفران الذنوب كلها، وإن لم يستحضر أعيان الذنوب إلا أن يعارض هذا العام معارض يوجب التخصيص، مثل أن يكون بعض الذنوب لو استحضره لم يتب منه؛ لقوة إرادته إياه، أو لاعتقاده أنه حسن ليس بقبيح، فما كان لو استحضره لم يتب منه لم يدخل في التوبة، وأما ما كان لو حضر بعينه لكان مما يتوب منه، فإن التوبة العامة شاملته. اهـ

وانظر في علاج الوسوسة الفتوى: 271810.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني