الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم صلاة من تخرج منها فقاعات لا تعلم حقيقتها

السؤال

أنا فتاة، أعاني تقريبا منذ ثمانية أشهر من غازات، ليست بالكثيرة، ولا بالقليلة. وأحيانا أحس بفقاعات لا أعلم هل هي غازات، أم لا.
وهي تتعبني عند الصلاة؛ لأني أضطر إلى أن أعيد الصلاة والوضوء مرارا وتكرارا. وأحيانا تخرج فقط في بداية الصلاة وتنقطع، فلا أعلم هل أواصل صلاتي، أم أعيدها. وإذا أعدتها تخرج مرة أخرى.
أصابني الإحباط؛ إذ أصبحت أصلي بدون خشوع؛ خوفا ألا تقبل صلاتي، وتكرار الصلاة يعطلني عن دراستي وأعمالي؛ إذ يستغرق مني وقتا. قرأت في فتاوى أنه يجب الوضوء فقط عند دخول وقت الصلاة، وأن لا ألقي بالا لخروج الريح بعدها، وألا أعيد الصلاة. لكنني أعيدها، وأحيانا أعيد العصر مع المغرب، وهكذا.
فماذا ينبغي عليّ أن أفعل؟ هل أعيد الصلاة، أم لا؟
أجيبوني بارك الله فيكم، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإذا كان الأمر على ما ذكرت من كونك لا تعلمين حقيقة الفقاعات: هل هي ريح أو لا؟ وتكثر لديك الشكوك في هذا. فالجواب: أنها لا تؤثر على صحة وضوئك، ولا على صلاتك لو أحسست بها أثناءها.

فقد شُكي إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- الرجل يُخيل إليه أنه يجد الشيء في الصلاة، فقال: لا ينصرف حتى يسمع صوتًا أو يجد ريحًا. متفق عليه.

قال النووي في شرح الحديث: وهذا الحديث أصل من أصول الإسلام، وقاعدة عظيمة من قواعد الفقه وهي: أن الأشياء يحكم ببقائها على أصولها حتى يتيقن خلاف ذلك، ولا يضر الشك الطارئ عليها، فمن ذلك مسألة الباب التي ورد فيها الحديث، وهي أن من تيقن الطهارة، وشك في الحدث، حكم ببقائه على الطهارة، ولا فرق بين حصول هذا الشك في نفس الصلاة، وحصوله خارج الصلاة، هذا مذهبنا، ومذهب جماهير العلماء من السلف والخلف. انتهى.

وبالتالي؛ فصلاتك صحيحة، وليس عليك إعادتها. فأعرضي عن هذا الشك، ولا تلقي بالًا لتلك الوساوس، ولا تلفتي إليها، فإن فعلت ذلك ذهبت بإذن الله.

قال ابن حجر الهيتمي -رحمه الله- عن داء الوسوسة هل له دواء؟ فأجاب بقوله: له دَوَاءٌ نَافِعٌ، وهو الْإِعْرَاضُ عنها جُمْلَةً كَافِيَةً، وَإِنْ كان في النَّفْسِ من التَّرَدُّدِ ما كان، فإنه مَتَى لم يَلْتَفِتْ لِذَلِكَ، لم يَثْبُتْ، بَلْ يَذْهَبُ بَعْدَ زَمَنٍ قَلِيلٍ، كما جَرَّبَ ذلك الْمُوَفَّقُونَ. انتهى من الفتاوى الفقهية الكبرى .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني