الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وجوب طاعة الوالد في ترك المندوب

السؤال

ذات مرة كنت مصابا بالزكام، وكان وقت صلاة العشاء، وأردت الذهاب للصلاة بثوب أبيض، وكان لديَّ في البيت ثوب آخر، لكنه بني، وهذا الأخير أدفأ من الأبيض، لكن كنت ولا زلت أحب اتباع سنة النبي -صلى الله عليه وسلم-. فقال لي أبي: ارتَدِ الثوب البني؛ لأنه أدفأ، فقلت لأبي: من الأفضل المجيء إلى الصلاة بثياب بيضاء، فرد عليَّ وقال: لم تحب أن تعاكس أمري؟ وأنا كنت أنوي اتباع سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، لا معاكسة أمر أبي، ثم قمت بعدها بلبس الثوب البني، وذهبت للصلاة. وبعدما عدت -مع أن أبي عصبي في أصله- رأيت عليه معالم عدم الرضى بعض الشيء. فهل هذا من عقوق الوالدين.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد كان ينبغي عليك المبادرة بطاعة والدك في لبس الثوب غير الأبيض، لأنّ له في ذلك غرضا صحيحا، وطاعة الوالد في ترك المندوب في مثل هذه الحال واجبة، وراجع الفتوى: 416146.

وما دمت أطعته، ولبست الثوب الذي أمرك بلبسه؛ فلست عاقًّا له، وانظر الفتوى: 450661.

واحرص على استرضائه، واجتناب ما يغضبه، واجتهد في برّه، والإحسان إليه؛ فإنّ برّه من أفضل الطاعات.

فعن أبي الدرداء أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : الوالد أوسط أبواب الجنة، فإن شئت فأضع هذا الباب، أو احفظه. رواه ابن ماجه والترمذي.

قال المباركفوري -رحمه الله- في تحفة الأحوذي: قَالَ الْقَاضِي: أَيْ خَيْرُ الْأَبْوَابِ وَأَعْلَاهَا، وَالْمَعْنَى أَنَّ أَحْسَنَ مَا يُتَوَسَّلُ بِهِ إِلَى دُخُولِ الْجَنَّةِ، وَيُتَوَسَّلُ بِهِ إِلَى وُصُولِ دَرَجَتِهَا الْعَالِيَةِ؛ مُطَاوَعَةُ الْوَالِدِ، وَمُرَاعَاةُ جَانِبِهِ. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني