الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا حرج في إجبار الأم المسنة غير الواعية على التنظف وقضاء الحاجة

السؤال

والدتي سيدة كبيرة في السن، ولا تستطيع خدمة نفسها والاهتمام بنظافتها الشخصية. وفرت لها ممرضة مقيمة لمساعدتها، وأزورها يوميا مدة ساعتين؛ لأطمئن عليها وعلى متابعة الدواء.
مؤخرا أصبحت أمي شديدة الغضب والعناد، ترفض أي مساعدة عندما نغير لها ملابسها أو الاهتمام بنظافتها، أو إنزالها من فراشها لتذهب إلى الحمام.
وبعد محاولات عديدة فاشلة لإقناعها، نضطر إلى أن ننفذ تلك الواجبات على غير إرادتها. فتسبنا وتضربنا وتدعو علي وعلى أولادي.
لا أرد عليها عندما تسبني، ولكني أحثها على التوقف حين تسب أو تضرب الممرضة. تقول لي إنها تكرهني، فأقول لها إني أحبها.
أنا أعلم أنها ليست واعية لما تقول أو تفعل، ولكن قلبي يعتصر عندما أسمع كلامها، وأخشى أن يكون علي أي ذنب. والدي يحاول التدخل بالكلام لتهدئتها؛ فتسبه أيضا.
أفيدوني.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما دمت تفعلين ما فيه مصلحة أمّك، وترفقين بها قدر استطاعتك؛ فلا إثم عليك في إجبارها على التطهر والتنظف الذي لا بد منه، بل أنت مأجورة على ذلك -إن شاء الله- ودعاء أمّك عليك وعلى أولادك، لا يضر ما دام بغير حق.
ووصيتنا لك أن تجتهدي في الرفق بأمّك والتلطف معها، وأن تصبري عليها وتحسني إليها قدر وسعك.

وأبشري ببركة هذا البرّ في الدنيا والآخرة، فبرّ الأمّ من أحبّ الأعمال إلى الله، وأعجلها ثواباً، وأرجاها وبركة في الرزق والعمر.

ففي الأدب المفرد للبخاري، عن ابن عباس -رضي الله عنهما- : .. إِنِّي لَا أَعْلَمُ عَمَلًا أَقْرَبَ إِلَى اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ- مِنْ بِرِّ الْوَالِدَةِ. اهـ.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني