الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يأكل من مال والديه المكتسب من تجارة الحشيش؟

السؤال

ما قولكم في شخص ابتلي والداه - وكل سكان منطقته - بزراعة الحشيش والمتاجرة فيه.فكل ماله مصدره والداه ، وهو مال حرام.
هذا الشخص لا زال يتابع دراسته ، ولا يستطيع الحصول على عمل حاليا ، فما حكم دعائه لنفسه وللآخرين بالهداية وأن يبدلهم الله خيرا من ذلك ، مع إخلاص النية للتخلص من أكل الحرام كلما أمكن ..؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد تقدم الكلام عن زراعة الحشيش والمخدرات وحكم التعامل مع من مصدر أمواله من ذلك، وذلك في الفتوى رقم: 8645، والفتوى رقم: 43674.

والخلاصة أن زراعة الحشيش والمخدرات أمر محرم، والمال المستفاد من ذلك مال حرام، ولا يجوز التعامل مع من كان هذا العمل هو المصدر الوحيد له، سواء كان بهبة أو بيع أو بقرض أو غير ذلك من المعاملات.

أما من اختلط ماله الحلال بالحرام، فتجوز معاملته مع الكراهة، ما لم تكن المعاملة في عين المال الحرام.

وعليه، فإنه لا يجوز للشخص المسؤول عنه أن يأكل من مال والده إلا ما لا بد له منه من مأكل ومسكن ونحوه، وعليه أن يبحث عن مصدر للعيش غير ذلك، وأما عن دعائه لأهله وأمثالهم بالهداية وأن يبدلهم الله خيرا من ذلك، فهو أمر مشروع وحسن.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني