الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الفرق بين مجاهدة النفس لأداء العبادات حتى تألفها وبين التشدّد والغلوّ

السؤال

ما الفرق بين مجاهدة النفس لأداء العبادات عندما تشقّ عليها حتى تألفها، وتعتاد عليها، وبين التشدّد والمبالغة في العبادات، وتحميل النفس ما لا تطيق؟ وكيف أفرّق متى أحتاج إلى مجاهدة النفس؛ حتى أعتاد على العبادات، ومتى أتوقف؛ كيلا أحمّل نفسي ما لا تطيق من العبادات؛ لأن الشعور في الحالتين واحد؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فهناك فرق بين الالتزام بالحد المشروع في العبادة، وبين مجاوزة الحد المشروع فيها، وهذا هو الغلوّ.

والفرق بين الأمرين ظاهر فيما نحسب، فإذا أصابك فتورٌ -مثلًا- عن صيام الاثنين والخميس، والأيام البيض، وكنت مطيقًا للصيام؛ فجاهد نفسك على صيامها، والاستقامة عليه، وهذا حمل للنفس على العبادة المشروعة حتى تألفها، ولكن لو أردت أن تصوم كل الأيام، ولا تفطر أبدًا؛ فهذا من الغلوّ.

وهكذا في كل العبادات؛ هناك حد مشروع تُحمَل النفس عليه، وحد غير مشروع يكون حمل النفس عليه غلوّ.

فالغلوّ هو مجاوزة الحد المشروع، وليس الالتزام بالمشروع، وانظر الفتوى: 168893.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني