الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما يدخل في بر الوالدين وما لا يدخل

السؤال

لدي أب متعسف، ولا يرى شيئا صحيحا إلا رأيه فقط، مهما كان خاطئا، وتسبب لي في أزمات كثيرة في فترة تجهيزاتي للزواج؛ نفسيا وماديا.
لقد تزوجت من خمسة شهور، ورزقني الله بزوجة صالحة، تساعدني، وتعينني على حالي، وعلى إرضاء والديّ.
ومنذ اليوم الأول لها في البيت وقد فسرت الأمور للجميع بأن المعيشة ستكون منفصلة، بحيث يكون لكل أسرة دخلها الخاص بها، ولكن بحكم أننا في بيت واحد، نأكل ونشرب سويًّا؛ لخوفي من الدخول مرة أخرى في مجالات مادية.
وبيني وبين زوجتي وضحت لها قدر والديّ، وأني ملزم بإرضائهما، ومساعدتهما، وأن رضاي ورضاهم واحد، وقد رحبَتْ بالموضوع كثيرا، وقالت لي: إنهم يمثلان والديها.
ولكن بعد أسبوع واحد فقط بدأت المشاكل، فوالدي لا يرضى بالوضع، وحاول افتعال المشاكل أكثر من مرة بالحديث مع والدتي، وتحريضها، وبعد مواجهة والدتي وزوجتي، تبين أن والدي قد نقل إليها كلاما غير صحيح.
والدتي طيبة جدا، ولكنها مندفعة، فكل يوم يتحدث إليها والدي صباحا، ليسرد لها قصصا معظمها لم يحدث؛ لتقوم بافتعال مشكلة جديدة، ومن ثَمَّ نكتشف الحقيقة.
ناهيكم عن الكلام السيئ، والتعقيبات الكثيرة، واللوم الذي يوجهه لها يوميا. وزوجتي تحزن كثيرا بسبب ذلك، وكل يوم كنت أطيب خاطرها، كل ذلك كان لا شيء بالنسبة لي؛ إلا أنه في ليلة أمس خرجت أنا وزوجتي من البيت لشراء بعض المستلزمات، وأحضرنا طعاما من الخارج، وأنا معتاد على ألا آكل شيئا إلا ولهم نصيب منه.
دخلت، فوجدت والدتي غاضبة، فسألت عن السبب، ولم أحصل على رد، فأعطيتهم الطعام، وذهبت لشقتي لأجدها أرسلت الأكل مع ابن أختي، وتقول إنها لا تريد شيئا، فانفعلتُ كثيرا، ونزلت لأجد أن السبب أننا خرجنا بدون إذنهم.
وبعد حديث مع والدي ووالدتي، وإساءة غير مقبولة لزوجتي، وإنكار تام لما تقوم به من أجلهم، وبعد معارضتي لهم أخبرته بأني أعلم بأنه يغير الأحداث، ليفتعل المشاكل تعدى عليَّ بالضرب أكثر من مرة، ولم أحرك ساكنا. فقط نظرت إليه، وأكملت حديثي.
السؤال: أنا شخص متزوج، وهو يريد أن تكون زوجتي تحت إمرته، لا تخرج إلا بإذنه هو، وأن تنزل طوال اليوم معهم، بالرغم من عدم وجود أي شيء لتفعله، مع العلم أنها طالبة.
ثانيا: يريد أن يضم ذمتي المالية مرة أخرى إليه، وهذا غير مقبول عندي؛ لأنه أهدر كل أموالي التي تحصلت عليها لصالحه، وتسبب لي في أزمات كثيرة أثناء تجهيزات زواجي.
لقد توقف عقلي عن التفكير. فماذا أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يفرّج كربك، ويهديك لأرشد أمرك، ووصيتنا لك؛ أن تستعين بالله تعالى، وتتوكل عليه، وتلحّ في دعائه، وأن تصبر على الأذى، وتحتسب الأجر عند الله تعالى. وأن تجتهد في برّ والديك، والإحسان إليهما، ولو أساءا إليك، أو ظلماك وزوجتك.

وأن تحسن عشرة زوجتك، وتحفظ لها جميل معاشرتها لك، وصبرها على والديك، وإذا كنت لا تقدر على الانفراد مع زوجتك بمسكن بعيد عن بيت والديك؛ فاحذر من ظلم زوجتك، أو تعريضها للأذى من والديك، فبرّ الوالدين لا يكون بظلم الزوجة، والتضييق عليها، وتعريضها للأذى.

فليس من الواجب على زوجتك أن تستأذن والديك في الخروج من البيت، أو في غيره من تصرفاتها، ولكن عليها طاعتك في المعروف.

كما أنّ برّ الوالدين؛ لا يوجب عليك خلط أموالك مع أمواله، أو إعطائه شيئا من مالك، ما دام في كفاية من العيش.

والموازنة بين حقّ الوالدين وحق الزوجة عند التعارض؛ تحتاج إلى حكمة، وذلك بإعطاء كل ذي حقّ حقّه قدر الاستطاعة، مع الرفق، والمداراة، والصبر على الهفوات.

وللفائدة ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني