الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يجزئ التصدق بالأموال المسروقة مع إمكان إيصالها لأصحابها

السؤال

يمكنني شراء تطبيقات من آبل ستور، عن طريق الخصم من رصيد الجوال، وقد قرصنت حساب صديقي في الفيسبوك، وتحدّثت مع صديقه، وطلبت منه إرسال الكود؛ لأشتري تطبيقًا، وأرسل لي الكود، واشتريت التطبيق، وقد كان يظن أني صاحب الحساب، وبعدها قام بحظري، وكررت هذه العملية مع أشخاص كثر كانوا يظنون أني صاحب الحساب، وبعدها حذفت الدردشات كلها، وحظروني.
بعد سنة تبت إلى الله، وطلبت من صديقي أن يعطيني أرقام الأشخاص الذين سرقت منهم، لكن صديقي قال لي: إن أصدقائي لم يخبروني بأنني سرقت منهم، وأنا لا أذكر أسماء الأشخاص الذين سرقت منهم؛ لذلك لم أعطهم الأموال التي سرقتها، لكني تصدّقت بالأموال، فهل توبتي مقبولة؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد أحسنت في التوبة إلى الله مما وقعت فيه، وهذا فضل من الله عليك أن تداركك بلطفه، ووفّقك للتوبة قبل أن يدركك الموت وأنت على ما كنت عليه، فله الحمد من قبل، ومن بعد.

ومن شروط التوبة من حقوق الناس التحلّل منها، إما بطلب المسامحة منهم؛ ليسقطوا حقّهم. وإلا فلا بد من ردّ الحق إليهم، ولو بطرق غير مباشرة؛ لحديث: على اليد ما أخذت حتى تؤديه. رواه الترمذي.

ولا يجزئ التصدّق بتلك الأموال عنهم مع إمكان إيصالها إليهم، غير أنه لا يلزم إعلامهم بما وقع من خداع، وتحايل عليهم.

ومن تعّذر إيصال حقّه إليه، ويئست من ذلك؛ فلك حينئذ أن تتصدق بحقّه عنه؛ عملًا بالمستطاع، جاء في مطالب أولي النهى للرحيباني ناقلًا عن ابن تيمية -رحمه الله- قوله: إذا كان بيد الإنسان غصوب، أو عواري، أو ودائع، أو رهون قد يئس من معرفة أصحابها؛ فالصواب أن يتصدّق بها عنهم... انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني