الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يجوز لمن جمع مالا لتفطير الصائمين الأكل منه؟

السؤال

ما حكم جمع مبلغ من المال لإفطار الصائمين، مع نية أن يفطر منه هو نفسه، وعائلته، والمسلمون؟ وهل يدخل ذلك في السؤال المحرم؟ وما حكم الداعي الذي يجمع مبلغا لموقع الأنترنت الذي أنشأه، وهو موقع الشخصية الدعوية، على منهج السلف الصالح، والمبلغ سوف يصرف منه راتب كاتب الرسالة الدعوية، والمحاضر في البث المباشر في الموقع، ومن يقوم برعاية الموقع؟ والمشكلة عنده أن الكاتب، والمحاضر هو نفسه، والقائمون على الموقع هم عائلته؟ وهل يدخل ذلك الجمع في السؤال المحرم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا ينبغي للمسلم أن يضع نفسه مواضع الشبهات، وأن يعرضها للقيل والقال، بطلب أموال الناس، وسؤالهم إياها لأجل أمور هي من مصلحته هو الشخصية، أو من مصلحة من يلوذ به، فالتورع عن هذا، أو بيان حقيقة الحال للمتبرعين هو الأولى، والأحسن.

وقد منع فقهاء الحنابلة الوكيل من الأخذ مما وكل في دفعه، وإن كان مستحقا، وفي هذا القول ورع، واحتياط، وسد لذريعة الهجوم على أكل أموال الناس، خاصة مع ما فشا في هذا الزمن من التحايل، والخداع بمثل هذه الدعاوى، فصيانة المسلم نفسه عن الدخول في مثل هذا أحسن، وأبرأ للذمة، وقد بينا المحظور، والمباح من سؤال الناس أموالهم في الفتوى: 299152.

ولبيان حكم أخذ الوكيل مما وكل في دفعه انظر الفتوى: 242626.

والحاصل أننا لا نقول بتحريم ما ذكر، بل نرى أن التورع عنه أفضل، وأبرأ للذمة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني