الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الواجب على أبناء مَن لم يصلِّ عند اشتداد المرض ثم دخل في غيبوبة وتوفي

السؤال

والدي مريض قلب مزمن، واشتدّ عليه المرض، وحجز في الرعاية المركزة منذ شهرين لمدة أسبوع، لم يُصَلِّ خلالها إلا بعد أن أتمّ الله شفاءه، وعاد للبيت، وأعاد الصلوات الفائتة، ومنذ أسبوع عاوده المرض، وحجز مرة أخرى لمدة أربعة أيام، وفي اليوم الخامس دخل في غيبوبة، ووافته المنية عصر ذلك اليوم، فهل عليه شيء بالنسبة للصلوات الفائتة في المرة الثانية؟ علمًا أنه لم يكن قادرًا على الحركة، وكان يُحمل لقضاء الحاجة، وطوال حياته كان -ولله الحمد- مقيمًا لكل الصلوات، ولصلاة الفجر، وكان قارئًا للقرآن، وملازمًا للصدقات، ومُتَحَرِّيًا للحلال، فهل نقدر أنا وإخوتي على فعل شيء له؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله لأبيك واسع الرحمة، ثم اعلمي أنه كان يجب عليه أن يصلّي حال مرضه بحسب قدرته، فإن عجز عن الصلاة قائمًا، أو قاعدًا؛ صلّى على جنب، ولا تسقط عنه الصلاة ما دام يعقل.

وأما في حال غيبوبته؛ فلا صلاة عليه.

أما وقد ترك الصلاة؛ فالظن أنه كان يجهل الحكم الشرعي. ومن ثَمَّ؛ فنرجو ألا يكون آثمًا عند الله تعالى، ولا يجب عليكم قضاء تلك الصلوات عنه؛ فإن الصلاة لا تقضى عن الميت، وتنظر الفتوى: 80329.

وأما ما يمكنكم عمله له -رحمه الله-، فإن عليكم أن تدعوا له، وتكثروا من ذلك، كما أنكم لو تصدّقتم عنه نفعه ذلك بالإجماع، ولو تقرّبتم بأي قربة كانت، وجعلتم ثوابها له؛ فإن ذلك ينفعه على الصحيح، وتنظر الفتوى: 111133.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني