الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الجمع بين تعلم العلوم الدينية والمدنية

السؤال

أنا أحب العلم والتعلم، وأريد أن أصبح عالم دين، وعالم فيزياء، وأن يكون ذلك في سبيل الله.
فالسؤال هو: هل يمكن أن أصبح عالم دين، وعالم فيزياء؟
وسؤال آخر: أيهمها أكبر وأعظم أجراً عند الله تعالى: أن أصبح عالم دين وأتعمق فيه أكثر وأكثر وأترك الفيزياء، أم أن أصبح عالم دين وعالم فيزياء، ويكون ذلك في سبيل الله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يرزقك العلم النافع والعمل الصالح.

واعلم أن العلوم المادية النافعة كالفيزياء وغيرها، مطلوب تعلمها شرعا، بل هي من فروض الكفايات على الأمة، لكن رتبتها تظل دون رتبة العلوم الشرعية، فالعلم الديني أفضل وأعظم ثوابا، وأحب إلى الله سبحانه.

وانظر الفتاوى: 256513 - 130606 - 130017.

ولكن هذا لا يعني أن يتفرغ المسلمون كلهم للعلوم الشرعية، ويضيعوا ما يحتاجونه من العلوم الأخرى التي يُحتاج إليها في قوام أمر دنياهم، ولذلك فقد يتغير الأفضل والأولى في حق شخص بعينه؛ هل يتفرغ لطلب العلوم الشرعية، أم يجمع إليها طلب شيء من العلوم المدنية؟ وذلك بحسب حاله وقدراته، وبحسب متطلبات المجتمع الذي يعيش فيه. وانظر الفتوى: 307060.

وهذا من حيث العموم، وأما الشخص المعين فإن توجيهه بالتفرغ لطلب العلوم الشرعية، أو للجمع بينها وبين العلوم المدنية يحتاج إلى خبرة بحاله، واطلاع على ظروفه وما يحيط به.

وعلى كل: فالجمع بين طلب العلم الشرعي وتعلم العلوم المادية النافعة، حسن جميل لمن قدر على ذلك، بل كل مسلم مهما كان تخصصه فواجب عليه أن يتعلم قدرا من العلم الشرعي -وهو العلم المتعين- وانظر الفتوى: 288304.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني