الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مسمى الجنة واحد وصفاتها متباينة

السؤال

هل صحيح أن اسماء الجنة الواردة في القرآن هي أسماء لدرجات الجنة.وجزاكم الله خيرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمما لا شك فيه أن الجنة هي جنات كثيرة لا جنة واحدة، وأن الجنة درجات كثيرة، وإنما الخلاف هل ما ورد من الأسماء كالحسنى وعدن والمأوى وغيرها من الأسماء المذكورة في الفتوى رقم: 14529، هل هي جنات مختلفة أم هي أوصاف لتلك الجنات.

الذي رجحه ابن القيم رحمه الله تعالى أنها أوصاف لجنة واحدة.

قال رحمه الله تعالى في "حادي الأرواح": ولها عدة أسماء باعتبار صفاتها، ومسماها واحد باعتبار الذات، فهي مترادفة من هذا الوجه، وتختلف باعتبار الصفات، فهي متباينة من هذا الوجه.

وقال المناوي في "فيض القدير": وقال الزمخشري: الجنة اسم لدار الثواب كلها، وهي مشتملة على جنات كثيرة مرتبة مراتب على حسب استحقاق العاملين، لكل طبقة منهم جنة منها، قال ابن القيم: ولها سبعة عشر اسما وكثرة الأسماء آية شرف المسمى، أولها هذا اللفظ العام المتناول لتلك الدار وما اشتملت عليه من أنواع النعيم، والبهجة والسرور، وقرة العين، ثم دار السلام: أي السلامة من كل بلية، ودار الله، ودار الخلد ودار الإقامة، وجنة المأوى، وجنة عدن، والفردوس، وهو يطلق تارة على جميع الجنان، وأخرى على أعلاها، وجنة النعيم، والمقام الأمين، ومقعد صدق، وقدم صدق، وغير ذلك مما ورد به القرآن. اهـ.

وقال الشوكاني رحمه الله تعالى في تفسيره: والجنات البساتين، وإنما سميت جنات لأنها تجن ما فيها، أي تستره بشجرها، وهو اسم لدار الثواب كلها وهي مشتملة على جنات كثيرة.اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني