الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصائح لإبعاد الشباب عن الغلو والتطرف في الدين

السؤال

أريد أن يتربى ابني على معاني التدين والاستقامة، وأريد أن أرسله للمسجد؛ ليشهد الصلاة مع الجماعة، ويحفظ القرآن. لكني أخشى عليه أن يقع في التطرف والتشدد في الدين.
فما الحل؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يصلح ابنك، وأبناء المسلمين.

ومن الحسن اهتمامك بعدم جنوح ابنك إلى الغلو والتطرف، لكن عليك أن تحذر مما يقع فيه بعض الآباء من التضييق على الابن في سلوك طريق التدين، وطلب العلم والدعوة بحجة صيانته عن الغلو والتطرف، ثم تكون العاقبة أن ينحرف الابن ويضيع، ثم يعض الأب أصابع الحسرة حين لا ينفع الندم.

بل ربما أدى التضييق على الابن -كما هو مشاهد- إلى وقوعه في براثن الغلو والتطرف اللذين فر منهما.

ومن الوسائل التي يحسن اتخاذها لحماية الابن عن التردي في مهاوي الغلو:

1- أن تحرص على أن تغرس في ابنك التدين الصحيح الوسطي، البعيد عن الغلو والإفراط، أو التقصير والتفريط.

2- مداومة تذكير الابن بخطر الغلو والتطرف، وسوء عاقبة الغلاة في الدنيا والآخرة، قال تعالى: يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ{النساء:171}، وقال تعالى: فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا {هود:112}.

وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: إن الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه. فسددوا وقاربوا، وأبشروا، واستعينوا بالغدوة والروحة، وشيء من الدلجة.
وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: هلك المتنطعون. قالها ثلاثا.
قال النووي في شرح صحيح مسلم: أي: المتعمقون الغالون، المجاوزون الحدود في أقوالهم وأفعالهم. اهـ.
وفي سنن النسائي من حديث ابن عباس: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: إياكم والغلو في الدين، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين. وأخرجه ابن حبان في صحيحه، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم: وقوله: «إياكم والغلو في الدين» عام في جميع أنواع الغلو، في الاعتقاد والأعمال. اهـ.

3- أن تربط ابنك بالعلماء الموثوقين، والمشايخ المعروفين بالاعتدال والوسطية، ليحضر مجالسهم، أو ليستمع لدروسهم عبر الوسائط الإلكترونية.

4- أن تعقد في بيتك مجالس لمدارسة الكتب التي ترسخ التدين الصحيح، وتحذر من الغلو والانحلال.

5- أن تعنى بأن يكون لابنك صحبة صالحة ممن سلكوا طريق التدين الصحيح، ولم ينتهجوا مناهج الغلو أو التفريط.

6- تحذير الابن من متابعة المواقع والصفحات والحسابات المشبوهة، التي تتبنى الغلو أو الانحلال.

7- الدعاء لابنك بالهداية، وأن يعصمه الله من الزيغ والانحراف.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني