الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا تتم الصدقة إلا بالحيازة

السؤال

قبل فترة كان أحد أصدقائي بحاجة إلى مبلغ كبير من المال فسألني أن أقرضه لكني قمت بجمع مبلغ جزء منه مني و أجزاء من أشخاص آخرين لمساعدته و أعطيته لصديقي و قلت له إني لا أحتاجه لكنه أصر أن المبلغ دين و أنا أعرف أن حالته صعبة ومن الصعب عليه سداد المبلغ فقلت له حتى لا أجرحه أن يسدني المبلغ بعد تخلصه من جميع المشاكل المادية و كان كل ما يسألني أقول له لست مستعجلا و بعد سنوات جاءني قائلا إن المبلغ سيصبح بحوزته قريبا و لكني نسيت الأشخاص و المقادير التي دفعوها و هم و أنا دفعنا المبلغ على أساس أننا لا نريده ... فماذا افعل أن سدني المبلغ؟ و لكم جزيل الشكر

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالحيازة للشيء الموهوب شرط لمضي الهبة، قال ابن أبي زيد في الرسالة: ولا تتم هبة ولا صدقة ولا حبس إلا بالحيازة. وإذا لم يقبل الموهوب له الهبة فهو عن الحيازة أبعد، وعليه، فإن المال الذي جمعته لصديقك هذا ما زال ملكا لأصحابه، فإذا استلمته كنت تستطيع إيصاله إليهم بأية وسيلة فافعل، وإن لم تستطع ذلك لنسيانهم كما ذكرت أو لعدم معرفة أماكن إقامتهم، فيمكنك أن تتصدق به عنهم، وإن جاءوا بعد أو بعضهم كانوا مخيرين بين إمضاء الصدقة والأجر لهم، أو أخذ مثلها والأجر لك، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 8315، أما عن تحديد المبالغ التي دفعها كل واحد فلك أن تجتهد فيها.

ثم إنه ما كان ينبغي لك أن تفعل ما فعلت بالنسبة لما دفعه غيرك، وذلك أن الذي ينبغي لك فعله هو أن تخبرهم أن الرجل لم يقبل الهبة وتتشاور معهم في إعطائه المبلغ على أنه قرض، فإن وافقوا كتب الأمر لأنه صار دينا، والدين يكتب توثيقا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني