الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بقاء الزوجية والأسرة مترابطة خير من الفراق

السؤال

أنا متزوجة منذ 8 سنوات، ولدي 3 أطفال.
الزوج منذ السنة الأولى من الزواج وهو يعمل فترة، ثم يتوقف، فهو متكاسل. وأنا عاملة، فأقوم بالإنفاق عند توقفه، وهو عاطل تماما منذ سنة. وعند عتابه يعتذر بألف حجة، وأحيانا يثور غضبه، أو حتى ينفجر بالبكاء؛ لأنه يرى نفسه مظلوما. وهو يتهرب من المسؤولية كالذهاب بالأطفال للتنزه، والقيام بالإصلاح في المنزل، فهو يفضل النوم إلى الزوال أحيانا؛ لأنه أيضا يتأخر ليلا في مشاهدة اليوتيوب والتدخين -مع أن أخته في الخطبة أكدت أنه غير مدخن، وهو في الحقيقة كان متوقفا لفترة وجيزة- إلى جانب أنه صاحب نكد، فهو دائم النقد معظم الوقت.
منذ السنة الثانية من الزواج وأنا أحاول الإصلاح بشتى الطرق، وهو صعب المراس؛ لأنه مراوغ، وكانت شجاراتنا كثيرة.
منذ سنة تقريبا أصبت بنوع من الكأبة والوهن، والقولون العصبي؛ فأصبحت لا أبالي بشيء، وأفضل النوم، ولم أعد أقوى على عتابه، ولا على سماع العتاب، وهو كان يهددني دائما بتركي، وهذه المرة قلت له: الباب مفتوح -فمنذ فترة حصلت على منزل، ونحن نسكن فيه- منذ ذلك الوقت بدأ يحاول التغيير، فقلَّ انتقاده، وأصبح يعتني بالأطفال حين غيابي في العمل -لا أعمل يوميا- لكن رغم ذلك فأنا جد مستاءة منه.
في شهر أغسطس ذهبنا في رحلة إلى إحدى المدن، وذهب معنا والداي في سيارة زوجي، وهناك حدث بيننا خلاف بسيط فبدأ بالصراخ، وقال إنه سيذهب إلى بيت أبيه "ها أولادك، ها والديك" حاولت تهدئته أنا وأمي بلا جدوى.
وقد تسبب ذلك في قلق كبير خاصة لوالدي. في الصباح اتصلت به ظانة أنه في المدينة، وتفاجأت بأنه في منزلنا.
بدأ والدي يبحث عن طريقة للعودة؛ لأنه كان معنا الكثير من المتاع، وقد مرض جراء هذه المسؤولية التي وقعت عليه. عدنا، وقال لي والداي إن الأفضل لي الانفصال عن هذ الزوج اللامبالي، الذي استنزف أموالي وصحتي.
وقد فكرت في الطلاق قبل هذا، إلا أن القرار كان صعبا، ثم أبلغناه بالرغبة في الانفصال، فقال: نعم، وأخذ أغراضه من المنزل. بعد ذلك جاء مع أخته من أجل الصلح، ولم يعترف بأخطائه، بل كان يبررها. صممت على الطلاق، فرفض، وبدأ يبعث إلي بوسطاء لإقناعي بأنه تغير لأعطيه فرصة من أجل الأطفال، ثم جاءني هو إلى مكان العمل وبدأ يعطي وعودا، وأخبرني بأنه قد بدأ بالعمل. اليوم أنا في حيرة من أمري، كنت قد بدأت إجراءات الخلع.
اليوم أصبت بالاكتتاب، وأنا الآن تحت العلاج.
بماذا تنصحوني.
وهل آثم على بقائي عند والدي؟
شكرا لكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يجوز لك البقاء في بيت والدك تاركة بيت زوجك دون رضاه؛ فالأصل عدم جواز خروج الزوجة من بيت زوجها دون إذنها، ما لم يكن عليها ضرر في البقاء في بيته. وراجعي الفتوى: 372034

ونصيحتنا لك أن ترجعي إلى بيتك، وتتراجعي عن طلب الخلع، وتعاشري زوجك بالمعروف، وتصبري عليه؛ لعل الأمور أن تستقيم بينكما، ويجتهد زوجك في الكسب الحلال، وينفق عليكم بالمعروف.

فهذا خير لك ولأولادك، فبقاء الأسرة مترابطة خير من تشتتها.

ومهما استطاع الزوجان الإصلاح، والمعاشرة بالمعروف، ولو مع التغاضي عن بعض الهفوات والتنازل عن بعض الحقوق، كان ذلك أولى من الفراق. وانظري الفتوى: 94320

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني