الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إظهار الصدقة لمصلحة أفضل من إخفائها

السؤال

هناك أسرة أتكفل بها، ولا أحد يعلم بذلك، وأريد أن تبقى خبيئة بيني وبين الله؛ لكيلا ينقض الأجر.
لكن إذا قلت لأحدهم إن هناك أسرة محتاجة؛ لكي يكون ذلك زيادة في مصدر الرزق لدى الأسرة. هل بذلك لم تعد خبيئة، ويقِل الأجر؟
خاصة أني أعلم أنني عندما أعلمه بذلك، سيعلم أني كنت أخرج لهم سابقا في السر.
أنا في حيرة بين أني أريد أن أساعدهم أكثر، وبين أني لا أريد أن أخسر الأجر.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فشكر الله لك حرصك على الخير، ورغبتك فيه، ثم إن أمكنك أن تساعدي هذه الأسرة بمزيد العون بإخبار من يساعدهم دون أن يعلم بمساعدتك لهم؛ فهذا خير، وجمع بين المصالح، والظاهر أن هذا متيسر -إن شاء الله-.

ولا يلزم من إخبار ذلك الشخص بحاجة تلك الأسرة، أن يعلم كونك كنت تساعدينهم سِرًّا.

وإن تعذرت مساعدتهم بزيادة دخلهم إلا بعلم ذلك الشخص بأنك كنت تساعدينهم، فهذا حال يستحب إظهار الصدقة فيه، فإن إظهار الصدقة إن كان لمصلحة كزيادة نفع الفقراء بكثرة المتصدقين عليهم ونحو ذلك، كان أفضل.

وانظري الفتوى: 136864.

وبكل حال، فإن كانت تلك الأسرة محتاجة، فاسعي إلى مزيد معونتهم بِحَثِّ غيرك على الصدقة عليهم. وإن أمكن مع هذا أن تبقي صدقتك عليهم خُفية؛ فهو أولى. وإلا فأخبري، ولك الأجر موفورا -إن شاء الله-.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني