الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الموازنة في التصدق على المحتاجين بين أهل البلد وغيرهم من البلاد

السؤال

أدرس في العام الأخير من الكلية، ومن الشائع بين الطلاب أنهم يعملون شيئا اسمه- فان داي- وأنا ومجموعة من أصحابي عارضنا هذا الفعل، واقترحنا أن يكون عملا خيريا.. واختلفنا في العمل نفسه، فأنا وشخص آخر اقترحنا أن يكون وصلات مياه للمحتاجين في بلدنا، وهم الأقرب والأولى، والباقي من المجموعة يفضلون عمل بئر في بلد إفريقي، فما هو الأولى للتبرع في هذه الحالة: وصلات المياه لأهل البلد؟ أم حفر بئر في بلد آخر؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الجيران، والأقارب أولى بالمعروف، ما لم يكن الأبعدون في حالة تضرر، وحاجة شديدة، ويستشار في ذلك أهل الخبرة بالعمل الخيري في بلدكم، ويدل لتقديم الجيران ما في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليحسن إلى جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا، أو ليسكت. رواه مسلم.
وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قلت: يا رسول الله: إن لي جارين، فإلى أيهما أهدي؟ قال: إلى أقربهما منك بابا. رواه البخاري.

وفي الحديث: ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه. متفق عليه.

وقال الشربيني في مغني المحتاج شارحا ذلك: وَدَفْعُهَا لِجَارٍ أَقْرَبَ، فَأَقْرَبَ، أَفْضَلُ مِنْ دَفْعِهَا لِغَيْرِ الْجَارِ، غَيْرِ مَنْ تَقَدَّمَ، لِخَبَرِ الْبُخَارِيِّ عَنْ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَا: إنَّ لِي جَارَيْنِ فَإِلَى أَيِّهِمَا أُهْدِي؟ فَقَالَ: إلَى أَقْرَبِهِمَا مِنْكِ بَابًا. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني