الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عدم استضافة البنتِ أمَّها في بيتها لانحرافها اعتقادا وسلوكا

السؤال

والدي شخصيته نرجسية. عانينا أنا وأخواتي منذ الصغر من شتى أنواع الحرمان العاطفي، وغيره، ومشاكل نفسية، وفرض الرأي في كل شيء. الآن أمي -أيضا- تتصرف مثله منذ عدة سنوات، بل أسوء، تزوجت، وتريد فرض رأيها، حتى في بيتي، هي بعيدة، لكن تزورني مرة في السنة، وأنا أحاول أن أتحاشى المشاكل، وأبر بهما، وأيضا لأنهما لا يعترفان بالخطأ، ولا يتقبلان نقدا. منذ فترة ناقشت أمي، وبكل احترام في الدين، فقد تغير رأيها، وتشكك في السنة، والحديث، وتقول: فقط القرآن الكريم نأخذه، وحتى تفسيره بغير طريقه، وتشكك في الحجاب، وتقول لأختي: صومي، حتى لوكان لديك عذر شرعي، وتفطر في رمضان بغير موعد الأذان، ومصرة على رأيها، وأبي لا يستطيع منعها عما تفعل؛ لأنها متسلطة، علما أن زوجي، وعائلته متدينون، وأنا -والحمد لله-، ومنذ فترة علمنا أنها رفعت قضية على رجل، وأتت الشرطة على باب أهلي، ولم تخبرنا ما القضية غير أنه هددها بصورها، وهي تنشر صورها على وسائل التواصل، وعندها رجال غرباء، ولم تخبر أحدا أنها سترفع قضية، علمنا بالصدفة، وأنا خائفة على بيتي، وزواجي؛ لأنه في مجتمعنا هذه فضيحة، وخائفة أن ترفع قضايا، وتفعل أشياء أخرى (كانت تثور، وتكسر كل ما في البيت؛ حتى تجعلهم يقبلون وضعها، وتخوفهم؛ كي لا يسألوا عن القضية التي رفعتها)، ولأنها تسافر بين بلدين، ولا نعلم عنها شيئا، إلا ما تقوله لنا، وأنا نفرت منها شخصيا بعد آخر موقف. أحاول أن أتصل بهما، ولكنهما يحاولان إجباري على أن أرسل لهما دعوة لزيارتي(هما في بلد آخر)، علما أنهما يطيلان الزيارة من شهر إلى شهرين، وزوجي معي في البيت (عاداتهم تختلف عن عاداتنا)، وعموما يحاولان بشتى الطرق فرض ما يريدان علي، ويستغلان موضوع أني ملتزمة في إرغامي على طاعتهما، علما أن عمري 33، ولي ثلاثة أولاد، وقد سمعتها تشكك بوجود الشيطان، يعني تحاول إدخال أفكارها، حتى مع أولادي.
أنا تعبت من إبقاء مسافة بيننا اتقاء للمشاكل، ولكن يتجاهلونني، ويفرضون ما يريدون، ولا يتراجعون، إلا عندما يبلغون مبتغاهم. أنا خائفة على ديني، وعلى زواجي، وعلى بيتي، علما أنها في بيتي تخرج في الحديقة بدون حجاب، وتستغرب من الفصل بيني، وبين أخي زوجي في المجالس، ولبسي الحجاب عندما يأتي، وأنا أحاول منذ سنوات معهما، ولكن بغير فائدة. باقي أخواتي أصغر مني، وغير متزوجات، هل علي إثم إذا وضعت مسافة، وسألت عنهما بالهاتف؟
أرجوكم أفتوني.
جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فحق الوالدين على ولدهما عظيم، ولا يسقط حقهما، ولو كانا كافرين، وراجعي الفتوى: 401791

لكن إذا كان الحال كما ذكرت؛ ففي زيارة والديك في بيتك؛ ضرر عليك، وعلى أولادك؛ فلا يلزمك إجابتهما إلى استضافتهما في بيتك، وعليك صلتهما، والتودد إليهما بما تقدرين عليه، ولا يضرك،

فبر الوالدين ليس له في الشرع حد مقدر، أو صفة معينة، ولكنه باب واسع يشمل ضروب الإحسان. جاء في غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب: وَالْمَعْنَى الْجَامِعُ إيصَالُ مَا أَمْكَنَ مِنْ الْخَيْرِ، وَدَفْعُ مَا أَمْكَنَ مِنْ الشَّرِّ بِحَسَبِ الطَّاقَةِ. انتهى.

ومن أعظم أنواع البر بهما؛ أن تجتهدي في نصيحتهما، وأمرهما بالمعروف، ونهيهما عن المنكر برفق، وأدب والسعي في ردهما عن الانحراف والضلال، والدعاء لهما بالهداية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني