الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تريد السفر وزوجها لا يمكنه أن يرافقها

السؤال

السادة العلماء، أما بعد:
أنا استاذة جامعية، أعمل في السعودية مع زوجي، ومضطرة للسفر إلى بلدي سورية لحضور امتحان يتوقف عليه مصير دراستي العليا، ولا يستطيع زوجي مرافقتي بسبب ظروف عمله في الوقت المحدد للامتحان، ولذلك أريد أن تفيدونا عن حكم الإسلام في سفر المرأة بمفردها، علما بأن السفر بالطائرة لا يستغرق سوى ساعات محدودة، وأذكر أن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر أن المنع محدد بسفر اليوم والليلة، وإن كان الفقهاء قد فرعوا ذلك على مسافة القصر، فهل الحكم للزمن أم للمدة، وهل لظروف الأمن دور في ذلك، أم أنه لا دور للاجتهاد في هذه المسألة، أفيدونا أفادكم الله ونفع بكم المسلمين؟ ودمتم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد دلت الأدلة الصحيحة الصريحة من السنة على النهي عن سفر المرأة بدون محرم وهي أدلة مطلقة لم تقيد بحال الخوف ونحوه (إذ الخوف على المرأة المسافرة بدون محرم أو زوج أمر لازم غالباً فهو كالمشقة اللاحقة من السفر المبيحة للقصر والجمع)، وقد نقل غير واحد من العلماء الإجماع على حرمة سفر المرأة بدون زوج أو محرم في غير الحج والعمرة ولم يقيدوا ذلك بخوف أو أمن.

وقد سبق أن أصدرنا عدة فتاوى في ذلك، وبينا أن كل ما يسمى سفراً تنتهي عنه المرأة بدون زوج أو محرم سواء كان يوماً أو ليلة أو أقل أو أكثر وذكرنا أقوال العلماء في ذلك.

وإن كان الحنفية قالوا إن المنع مقيد بالثلاث لأنه متحقق وما عداه مشكوك فيه، قال الشوكاني رحمه الله راداً عليهم: ونوقض بأن الرواية المطلقة شاملة لكل سفر فينبغي الأخذ بها وطرح ما سواها فإنه مشكوك فيه والأولى أن يقال:إن الرواية المطلقة مقيدة بأقل ما ورد وهي رواية الثلاثة الأميال إن صحت وإلا فرواية البريد.

ونحن نحيل الأخت السائلة إلى الفتاوى التي أشرنا إليها وهي بالأرقام التالية: 6219، 6015، 3096، 29263.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني