الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العمل بالتعريف بأهل الفسق من أهل الطرب حرام

السؤال

أرجوكم أفتوني في أمري، فأنا أعمل في محطة فضائية خاصة بمدينة الإنتاج الإعلامي، في برنامج مسابقات وطبيعة عملي به هو إدخال الأسئلة على الحاسب الآلي وإدخال إجاباتها ثم مراجعتها، مع العلم بأن هذه الأسئلة تتضمن أسئلة تاريخية ودينية وجغرافية وعلمية ومعلومات عامة وأدبية وفنية، أمثلة للأسئلة الفنية ما اسم المطرب، ما اسم المطربة، من مخرج هذا الكليب إلى آخره من هذه النوعية من الأسئلة، أريد أن أعرف مدى حل عملي هذا من حرمانيته؟ أفادكم الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمما لا شك فيه أن الوسائل لها أحكام المقاصد، وأن ما يوصل إلى الحرام يكون مثله، وقد نص العلماء على تحريم بيع العنب لمن يتخذه خمراً لأن في ذلك إعانة له على ما حرم الله تعالى، قال الله عز وجل: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ [المائدة:2].

وعليه فكل عمل فيه إعانة على الحرام وتعاون على الإثم فلا يجوز، لأنه وسيلة إلى ارتكاب المنكر، وبحسب ما ذكرت من طبيعة عملك، من إدخال أسئلة وإجاباتها وما تحويه هذه الأسئلة من التعريف والإشادة بأهل الفسق من المطربين والمطربات، مخرجي هذه الأعمال المخلة بالأدب والمشيعة للفاحشة بين المسلمين، فإن هذا العمل فيه تعاون على الإثم والباطل، وعليه فإن استطعت أن تعمل مع تجنب هذا المحظور فعلت وإلا فننصحك بترك هذا العمل والبحث عن عمل آخر يكون خاليا من مثل هذه الأمور التي أقل ما فيها أنها من التعاون على الإثم: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ [الطلاق:2-3].

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني