الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

النساء لا يكدن يسلمن من الاعوجاج

السؤال

متزوج منذ17 عاماً زوجتي منذ زواجي منها لا تعترف بأخطائها التي لاتنتهي ومنذ فترة تعترض دائما عندما أقوم بنصيحة أوتوبيخ أحد أبنائي لدرجة أنني سئمت منها وهجرتها لمدة طويلة كي تعترف بأخطائها دون جدوى مع العلم أنني أعاملها بما يرضي الله وأتقي الله في كل شيء 0 أرجو الإفادة

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله أن يصلح أمرك ويعينك في إصلاح أهلك، وأعلم أن النساء لا يكدن يسلمن من الاعوجاج في العشرة مع أزواجهن.

ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: استوصوا بالنساء، فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء.

ونرجو الله أن يتقبل منك تقاك وسعيك في مرضاته. ثم ما ذكرته من أخطاء زوجتك واعتراضاتها عليك في فعل ما من حقك أن تفعله يتنافى مع ما أمرها الله به من طاعتك، وإن كانت الأخطاء التي نسبتها إليها تبلغ درجة النشوز فلك الحق في أن تعظها ثم تهجرها في المضجع، فإن لم يفد شيء من ذلك فلك الحق في ضربها ضربا غير مبرح لا يكسر عظما ولا يشين جارحة، قال تعالى: [ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً](النساء: 34)

وراجع في موضوع النشوز الفتوى رقم: 1103 والفتوى رقم: 1225 ثم إذا كنت لا تستطيع الصبر على أخطائها فيمكنك أن تهددها باتخاذ زوجة ثانية لعل ذلك يردها إلى الصواب، فإن لم يفد شيء من ذلك فقارن بين ما سينجر عن طلاقها من ضياع للأولاد وحرمان من عواطفهم وغير ذلك، وبين ما تبحث عنه وقد لا تجده عند غيرها من راحة نفسية واطمئنان.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني