الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يعلم مصير العباد إلا الله

السؤال

أفتونا مأجورين في حال وفاة الإنسان وقد تقدم من عمله ما لا يحمد عقباه ودل علي ذلك سوء خاتمته قبل مماته بما يعني أن مصيره قد آل إلى جهنم، فكيف يجزي عنه بعد مماته التصدق عنه والدعاء له وكيف سيغير ذلك من حقيقة أن خاتمته انتهت بالصورة التي ذكرناها آنفا؟ جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن العلم بكون شخص ما قد آل إلى جهنم لا يعلم إلا من خلال نص من القرآن أو الحديث، لأن هذا الأمر غيب بالنسبة لنا لا يعلمه إلا الله الذي يعلم مصير العباد، فإن شاء غفر لهم وإن شاء عذبهم، وقد روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: لا ينبغي لأحد أن يحكم على الله في خلقه ولا ينزلهم جنة ولا ناراً.

فإن العاصي مهما كانت معاصيه يمكن أن يغفر الله له إذا شاء تفضلاً منه وإحساناً كما يمكن أن يعاقبه عدلاً منه، وهذا لا يعلم ما يقع منه إلا الله، قال تعالى: إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء [سورة النساء: 48].

واعلم أن الميت قد أفضى إلى ما قدم ويجب ستره لما في الحديث: لا تسبوا الأموات، فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا. رواه البخاري.

وأما التصدق عمن مات على الإيمان والدعاء له فهو مشروع ويصله ثوابه إن شاء الله، ويتأكد فعل ذلك له من قبل أولاده.

ففي الحديث: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له. رواه مسلم.

وفي الحديث أن رجلاً قال: يا رسول الله، أن أمي افتلتت نفسها ولم توص وأظنها لو تكلمت تصدقت أفلها أجر إن تصدقت عنها. قال: نعم، فتصدق عن أمك. رواه البخاري ومسلم.

وراجع الفتوى رقم: 33828، والفتوى رقم: 10602، والفتوى رقم: 8208.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني