الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من شروط جواز السفر لطلب الرزق

السؤال

أريد أن أطرح عليكم مشكلتي وأرجو أن تدلوني لما فيه الخير بما يقتضيه الشرع.. والمشكلة هي أنني محتار جدا في أمر يخصني وهو عبارة عن سفر إجباري يجب أن أقوم به ويدوم طويلا جدا وأنا خائف مما قد يترتب فيه من أحداث أو ضرر لا قدر الله والوالدة لا تريدني أن أذهب .. وباستطاعتي عدم الذهاب لكن ذلك قد يضر بمصلحتي .. فأريد النصيحة. وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنك لم تبين طبيعة هذا السفر، ولا جهته، ولا الضرر الذي يلحقك من جراء ترك السفر حتى نبين لك حكما معينا فيه. إلا أنه ينبغي أن تعلم أن الأصل في السفر للتكسب أو لفروض الكفاية أنه يشترط في إباحته إذن الوالدين، ويدل لذلك ما في الحديث أن رجلا استأذن النبي صلى الله عليه وسلم في الجهاد، فقال له: أحي والداك؟ قال: نعم، قال: ففيهما فجاهد.

ثم إن المرء عليه أن يوازن بين المصالح والمفاسد، فيدرأ المفاسد بترك المصالح لأن درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة، وإذا كانت هناك مفسدتان نظر في أخفهما فارتكب المفسدة الصغرى تفاديا للمفسدة الكبرى، ويدل لهذا حديث الصحيحين في بول الأعربي في المسجد، فقد نهاهم عن قطع بوله لما يترتب عليه من ضرر أعظم، فقال: لا تزرموه.

وعليه.. فإن كان الضرر الذي تخاف أن يترتب على سفرك أعظم خطرا عليك من تركه الذي قد يضر بمصلحتك، فإن ترك السفر أولى من باب احتمال المفسدة الصغرى تفاديا للكبرى، وعليك بالاستخارة واستشارة أهل الخبرة ومحاولة إقناع الأم بما تراه صوابا، وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 10707 ، 22708 ، 7263.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني