الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأربعة الذين أمرنا النبي بأخذ القرآن عنهم

السؤال

أولاً: نشكر كل من يساهم في تنفيذ هذا البرنامج الرائع و جزي الله الجميع ألف خير.لدي عدة أسئلة وبعدة مواضيع وهي تتعلق بالقرآن الكريم:1ـ لكي تتحسن قرآءة المسلم لابد وأن يتبع السلف والصحابة في التجويد لذلك أسأل: من هم الأربعة الذين أمرنا الرسول بأخذ القرآن منهم بقوله عليه السلام (خذوا القرآن من أربعة). 2ـ ماهي السورة التي قال عليه السلام فيها (لقد أنزلت علي الليلة سورة لهي أحب إلي مما طلعت عليه الشمس)؟.3ـ أرجو ذكر حديث شريف يوضح أن الرسول عليه السلام فَضل بالقرآن على جميع الرسل.4ـ نحن نعلم أن هناك قرآءات سبع في التجويد فأرجو منكم إعلامنا بمن أول من جمع القرآءات في كتاب واحد؟وجزاكم الله خيراً

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

1- فالجواب عن السؤال الأول: الأربعة الذين أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بأخذ القرآن عنهم ذكرهم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "خذوا القرآن من أربعة: من ابن مسعود، وأبيّ بن كعب، ومعاذ بن جبل، وسالم مولى أبي حذيفة" رواه الترمذي. والحاكم في المستدرك عن ابن عمرو، وصححه السيوطي في الجامع الصغير.
2- أما السُورة التي سألت عنها فهي سورة الفتح وقد ورد ذلك في صحيح البخاري، ومسند أحمد، وسنن الترمذي. ففي صحيح البخاري: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لقد أُنزلت عليَّ الليلة سورة، لهي أحب إليّ مما طلعت عليه الشمس. ثم قرأ: (إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً) البخاري برقم 3943، باب غزوة الحديبية، وبأرقام (4553، 4725).
3- والجواب عن السؤال الثالث: من الأحاديث التي ورد فيها تفضيل النبي صلى الله عليه وسلم بالقرآن على جميع الرسل، ما رواه أبو هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما من الأنبياء نبي إلاّ أُعطي ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيته وحياً أوحاه الله إليّ، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً يوم القيامة" رواه البخاري ومسلم في: الإيمان، باب وجوب الإيمان برسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. قال العلماء: قوله ((أُعطي ما مثله آمن عليه البشر)) أي: أُجري على يديه من المعجزات الشيء الذي يقتضي إيمان من شاهدها بصدق دعواه، لأنها من خوارق العادات حسب زمانه ومكانه.وقوله: ((أوتيته)) أي: المعجزة التي أعطيتها وهي القرآن العظيم أعظم معجزة ((وحياً)) أي: قرآنا موحى به من الله تعالى، يبقى إعجازه على مر الأزمان، ولذلك يكثر المؤمنون به، ويوم القيامة يكون أتباعه العاملون بشريعته المنزلة أكثر من الأتباع العاملين بالشرع الحق لكل نبي.
أما الجواب عن السؤال الرابع: فإن أول من جمع القراءات السبع في كتاب واحد هو العالم الجليل ابن مجاهد. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني