الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الزواج هو أنجع الوسائل المساعدة على تحصين الفرج

السؤال

أنا شاب أبلغ 21 سنة..أنا مبتلى بشهوة عارمة لدرجة أني أصبحت أخاف من كثرة الأكل ومن الخروج من المنزل خشية إيقاظ هذه الشهوة..ومع ذلك أحيانا يشتد بي الأمر الى الاستمناء وهذا ما يجعلني أحزن حزنا يدمع العين ويوجع القلب لحرمة الأمر..وفكرت في الزواج ولكن أمي تشترط إنهاء الدراسة أنا أدرس الطب ومن المعروف أن هذه الدراسة تطول!!..وكذا نظرة المجتمع إلى طالب يأخذ الأموال من أبيه؟؟ هذا الأمر ملك علي حياتي حتى إني بدأت أحتقر نفسي لما أرى من أهداف الاخرين في حياتهم..وأما أنا فغاية أملي وشغل فكري هو هذه الأمور..أخشى أيضا ألا يكون الحل هو الزواج كما أتخيل أنا؟؟!! وأخاف التأخر في دراستي بسبب الزواج وأحطم أمل أمي في؟؟ولكن هذا الأمر يعطلني الاّن عن المذاكرة من كثرة خوفي من أن أموت على هذا..

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الزواج هو أنجع الوسائل المساعدة على العفة وتحصين الفرج وغض البصر بالنسبة لمن يستطيع مؤونة الزواج، ومن لم يستطع مؤونة الزواج وتكاليفه فعليه أن يستعين بصوم النفل حتى يقمع شهوته، ويدل لذلك ما في حديث الصحيحين: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء. وقد وعد الله تعالى من تزوج رغبة في العفة بالإعانة والغنى، فقال تعالى: وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ {النور:32}، وفي الحديث: ثلاثة حق على الله عونهم المجاهد في سبيل الله، والمكاتب يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف. رواه الترمذي والنسائي وأحمد وابن ماجة والحاكم وصححه ووافقه الذهبي. فعليك أن تستعين بالله وتستخير وتستشير وتحاول إقناع أمك بالموضوع، وواصل استكمال داراستك قدر المستطاع، ولا بأس بالاستعانة بأبيك في المصاريف أو الاستدانة منه فإن الله مع الدائن حتى يقضي دينه مالم يكن فيما يكرهه الله، كما في الحديث الذي رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي. وأما العادة السرية فقد سبقت لنا فتاوى في شأنها تنيف على المائة فراجعها ففيها بيان الحكم ووسائل العلاج. وهناك رسالة مهمة موجودة على الانترنت في موقع رسالة الإسلام، واسمها الانتصار على العادة السرية. وهي دراسة أعدها رامي خالد عبد الله الخضر، وقد بين فيها كثيرا من الوسائل العملية للوقاية والعلاج. فراجعها، ثم إنا ننصحك باستشارة بعض الأطباء في المواقع التي تهتم بمساعدة الشباب في حل مشاكلهم لتتعرف على المأكولات التي تثير الشهوة فتتركها وعلى المأكولات المهدئة لتستعملها. وأما عدم الخروج من المنزل فإنه لا يحل مشكلتك لأن الجلوس في البيت وحدك ربما يجرك للاستمناء ولكن عليك بالذهاب إلى المساجد وحلق العلم ومزاولة الرياضة المشروعة والسعي في خدمة والديك وإعانة المحتاجين من مجتمعك فإن الله في عون العبد ما كان في عون أخيه. كما يدل له حديث مسلم. وراجع الجواب: 7170.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني