الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قد تزول النعم عن الجميع بعصيان البعض

السؤال

توجد آية في القرآن الكريم فيما معناها ( أن الله إذا أنعم على العبد بنعمة لا يغيرها حتى يغير العبد بنفسه .بالله عليكم أريد أن أعرف ما المقصود بهذه الآية الكريمة بالضبط وهل هذا يعني أني عندما يعطيني الله سبحانه وتعالى من فضله العظيم تبقى هذه النعم طالما لم أرتكب أي منكر أو ذنب والعكس .بالله عليكم أريد الاجابة واضحة ومفسرة تماما ،بارك الله لكم وفيكم وجعلكم سببا في هداية البشر جميعا بإذن الله تعالي.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فراجع في تفسير ما سألت عنه فتوانا رقم: 23885. وقد وردت آيات تؤكد معنى هذه الآية، منها قول الله جل وعلا: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ {الشورى:30}. ولكن ليس معنى هذا أن المرء إذا حافظ على الطاعة ولم يعص الله أن النعم لا تزول عنه بوجه من الوجوه، بل يجوز أن تزول عنه النعم بسبب عصيان غيره، ويدل على هذا قول الله عز وجل: وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً{لأنفال: 25}. قال الشيخ الشنقيطي في أضواء البيان: يصدق بأن يكون التغيير من بعضهم، كما وقع يوم أحد بتغيير الرماة ما بأنفسهم، فعم البلية الجميع، وقد سئل صلى الله عليه وسلم: أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم إذا كثر الخبث. وعليه فالآية إنما تعني المجتمعات وليس الأفراد، فإذا بقيت المجتمعات محافظة على أمر الله، استمرت لهم النعم، وإذا غير بعضهم وخالف أوامر الله جاز أن تزول النعم عنهم جميعا بسبب شؤم ذنوب البعض الذي غير.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني