الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من أراد من أحد أولاده أن يتنازل عما وهبه له لصالح أخيه

السؤال

منذ أكثر من 12 سنة قسم أبي بعضا من أملاكه على أولاده وبناته عفويا وكان نصيبي أنا وأحد إخوتي بيتا بحديقته، طوال هذه المدة سكن أخي البيت ولم أطلب منه أي شيء، وفي الشهر الماضي اتصل بي أخي وقال لي أن أباك يريدك أن تتنازلي عن حصتك مقابل مبلغ بسيط، وحيث إنني لست بحاجة للمال في الوقت الحالي ولأني أقيم في بلد أوروبي مع أطفالي وزوجي وأريد أن أحتفظ بنصيبي وفي نفس الوقت لا أريد أن يغضب علي أبي ولا أريد قطيعة أخي، فماذا أفعل جزاكم الله خيراً، علماً بأن وضع أخي المادي ممتاز وله أملاك أخرى؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كان أبوك قد قسم أملاكه عليكم على سبيل الميراث، فلا يصح هذا التقسيم، وأملاكه -بما فيها هذا البيت- باقية على ملكه، يجوز له أن يتصرف فيها كيف شاء، لكن لا يجوز له أن يهب لبعض أولاده دون بعض، أو أن يفضل بعضهم على بعض في الهبة إلا لمسوغ شرعي.

أما إذا كان تقسيمه لأملاكه عليكم قد تم على سبيل الهبة وتحرى في ذلك العدل بينكم وحاز كل واحد منكم ما قسم له، فهذه الهبة صحيحة، وقد ملك كل واحد منكم نصيبه بذلك، فإن طابت نفسك بالتنازل عن نصيبك في البيت بثمن دون ثمن المثل برا بأبيك وإحسانا إلى أخيك، فهذا لا شك أفضل، وستثابين عليه إن شاء الله، وإن لم تطب نفسك بذلك فلا يلزمك إجابة طلب أبيك، لأنه لو لزمك لكان ذلك في معنى أخذه منك مالا ليعطيه أخاك، وقد نص العلماء على المنع من ذلك، وراجعي للتفصيل الفتوى رقم: 14893، والفتوى رقم: 50435، والفتوى رقم: 46692، والفتوى رقم: 19673.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني