الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إذا أمرت الأم بمقاطعة صديق فما العمل؟

السؤال

أريد منكم استشارة لأنى في حيرة من أمري فأنا محتارة بين رضا والدتي والصديقة الصالحة، وهو أنه قبل 8سنوات كانت لدي صديقة ولكن الشيطان غرها بالدنيا ودخلت عالم المحرمات وعندما عرفت بأمرها أصبحت أتجنبها وعندما سمعت أمي بها أقسمت على أنه إذا وجدتني أكلمها سوف تغضب مني وبالفعل تركت هذه الفتاة ولكن الآن عادت إلى الله وتابت توبة صادقة وفرحت لتوبتها هذه وعادت صداقتي معها أقوى من قبل لأنني أعتبرها صديقة في الله ولكن أمي لا زالت تمنعنى من التكلم معها أيضا رغم أنها عرفت أنها عادت إلى الله وتابت توبة صادقة. فأرجوا أن تشيروا علي في أمري هذا لأني في حيرة بين رضا والدتى والصديقة الصالحة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد أحسنت عندما تجنبت هذه الفتاة لما تجرأت على رب العالمين وبارزته ـ سبحانه ـ بالمعاصي، وأحسنت عندما فرحت وانشرح صدرك لها عندما تابت وأنابت إلى بارئها، فإن ذلك يدل على صحة معيارك في الحكم على الناس والعلاقة بهم وأن بغضك وحبك إنما هو في الله، وليس لهوى نفسك، قال صلى الله عليه وسلم: من أحب لله، وأبغض لله، وأعطى لله، ومنع لله، فقد استكمل الإيمان. رواه أبو داود، وصححه الألباني. وقال صلى الله عليه وسلم أيضاً: أو ثق عرى الإيمان: الحب في الله، والبغض في الله. رواه الطبراني. ولكن إذ أصرت أمك على أن تقطعي العلاقة مع صديقتك ـ حتى بعد توبتها ـ فحاولي بقدر استطاعتك إقناعها بأنها تغيرت وصارت أقرب إلى الله، واستعيني بالله على والدتك، فألحي عليه في الدعاء أن يشرح صدر أمك لصديقتك. فإن عجزت وأصرت أمك على رأيها، فإن الواجب عليك طاعتها، لأن طاعة الوالدين واجبة إلا في المعصية، قال صلى الله عليه وسلم: إنما الطاعة في المعروف. رواه البخاري، بينما استمرار صداقتك ليس بواجب. ولكن طاعتك لأمك لا يمنع حق صديقتك في رد سلامها وتشميتها إذا عطست، وحسن لقائها ونحو ذلك، فإن رسولنا صلى الله عليه وسلم قال: حق المسلم على المسلم خمس، رد السلام، وعيادة المريض، واتباع الجنائز، وإجابة الدعوة، وتشميت العاطس. رواه البخاري، ولفظ مسلم: حق المسلم على المسلم ست، قيل: وما هن يا رسول الله. قال: إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصحه له، وإذا عطس فحمد الله فشمته، وإذا مرض فعده، وإذا مات فاتبعه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني